الشهيد عربانو بالسرو


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

الشهيد عربانو بالسرو
الشهيد عربانو بالسرو
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
أسماء الله الحسني
 
 
مكتبة الصور


تفسير اية الكرسى Empty
المواضيع الأخيرة
» الارشاد المدرسي
تفسير اية الكرسى Icon_minitime1الجمعة أكتوبر 16, 2015 8:45 am من طرف حسين هلال

» همسات تربويه
تفسير اية الكرسى Icon_minitime1الجمعة أكتوبر 16, 2015 8:41 am من طرف حسين هلال

» الخجل عند الاطفال
تفسير اية الكرسى Icon_minitime1الجمعة أكتوبر 09, 2015 12:23 am من طرف حسين هلال

» ميثاق شرف المعلم
تفسير اية الكرسى Icon_minitime1الثلاثاء أكتوبر 06, 2015 4:07 pm من طرف يوسف حسين

» رؤية ورسالة المدرسة الجديدة
تفسير اية الكرسى Icon_minitime1الثلاثاء أكتوبر 06, 2015 3:53 pm من طرف يوسف حسين

» الجوده الاعتماد
تفسير اية الكرسى Icon_minitime1الثلاثاء أكتوبر 06, 2015 2:05 pm من طرف حسين هلال

» رؤية ورسالة المدرسة الجديدة
تفسير اية الكرسى Icon_minitime1الأحد سبتمبر 20, 2015 4:25 pm من طرف يوسف حسين

» عايز تذاكر صح بدون ملل
تفسير اية الكرسى Icon_minitime1الأحد سبتمبر 20, 2015 4:17 pm من طرف يوسف حسين

» موضوع عن المواطن الصالح
تفسير اية الكرسى Icon_minitime1الأربعاء أكتوبر 10, 2012 9:37 pm من طرف gharib

» القراءة غذاء الروح
تفسير اية الكرسى Icon_minitime1السبت ديسمبر 17, 2011 10:04 am من طرف محمد زعرب

» [size=18]أعرفكم بمدينتى السرو بقلم ناجى السنباطى رئيس تحرير مجلة صوت السرو ________________________________________ هي مدينتنا ( السرو )
تفسير اية الكرسى Icon_minitime1الإثنين نوفمبر 14, 2011 9:37 pm من طرف راجية العفو

» خرائط المناهج ونواتج التعلم لجميع المواد وكل مراحل التعليم الأساسى و التعليم الثانوى جاهزة للطباعة
تفسير اية الكرسى Icon_minitime1الإثنين أكتوبر 17, 2011 8:37 pm من طرف أبوالعلا محمد أحمد

» خطوة رائعة للنجاح
تفسير اية الكرسى Icon_minitime1الثلاثاء سبتمبر 06, 2011 1:44 am من طرف mohamed zerroud

» فوائد الاجتماعات
تفسير اية الكرسى Icon_minitime1الثلاثاء سبتمبر 06, 2011 1:13 am من طرف mohamed zerroud

» اختبار نهايه العام لغه عربيه جميل شوفه طرف اسلاااام فتحى بكر
تفسير اية الكرسى Icon_minitime1السبت مايو 14, 2011 10:31 am من طرف فتحى بكر

» اختبارنهايه العام رياضيات رائع جداااا
تفسير اية الكرسى Icon_minitime1السبت مايو 14, 2011 10:23 am من طرف فتحى بكر

» امام الدعاه الشعراوى اسلام فتحى بكر
تفسير اية الكرسى Icon_minitime1الأحد أبريل 17, 2011 11:26 pm من طرف فتحى بكر

» التقويم الثانى للتربيه الدينيه اسلام فتحى بكر رائع جداااا
تفسير اية الكرسى Icon_minitime1السبت أبريل 16, 2011 4:18 pm من طرف فتحى بكر

» اختبار التقويم الثانى (رياضيات) اسلام فتحى بكر
تفسير اية الكرسى Icon_minitime1السبت أبريل 16, 2011 4:14 pm من طرف فتحى بكر

» كلمات ومعانى
تفسير اية الكرسى Icon_minitime1السبت أبريل 02, 2011 2:14 am من طرف يوسف حسين

» خديجه بنت خويلد من طرف ام اسلام فتحى
تفسير اية الكرسى Icon_minitime1الجمعة أبريل 01, 2011 1:00 am من طرف فتحى بكر

» نصائح مفيده ام اسلام فتحى
تفسير اية الكرسى Icon_minitime1الجمعة أبريل 01, 2011 12:43 am من طرف فتحى بكر

» هل تعلم من طرف ام اسلام فتحى
تفسير اية الكرسى Icon_minitime1الجمعة أبريل 01, 2011 12:13 am من طرف فتحى بكر

» وباء اسمه الملل
تفسير اية الكرسى Icon_minitime1الثلاثاء مارس 29, 2011 11:28 pm من طرف يوسف حسين

» كيف تتخلص من الملل؟
تفسير اية الكرسى Icon_minitime1الثلاثاء مارس 29, 2011 11:20 pm من طرف يوسف حسين

» الرضا بالمقسوم قمة السعادة
تفسير اية الكرسى Icon_minitime1الثلاثاء مارس 29, 2011 11:10 pm من طرف يوسف حسين

» عناصر النجاح
تفسير اية الكرسى Icon_minitime1الثلاثاء مارس 29, 2011 10:50 pm من طرف يوسف حسين

» موضوع عن دور الشباب فى المجتمع
تفسير اية الكرسى Icon_minitime1الثلاثاء مارس 29, 2011 3:07 pm من طرف جعبوبة

» ابداع (فاروق جويده) من طرف اسلام فتحى بكر
تفسير اية الكرسى Icon_minitime1الأربعاء يناير 12, 2011 9:31 pm من طرف فتحى بكر

» موضوع عن هجرة الرسول مز مكة الى المدينة
تفسير اية الكرسى Icon_minitime1السبت ديسمبر 11, 2010 3:46 pm من طرف المنار المنور

» مذكرة دراسات
تفسير اية الكرسى Icon_minitime1الأربعاء ديسمبر 01, 2010 11:50 pm من طرف احمد النيناوي

» فضل العشرة من ذى الحجة
تفسير اية الكرسى Icon_minitime1السبت نوفمبر 13, 2010 12:41 am من طرف أحمد فاروق

» خطة التحسين
تفسير اية الكرسى Icon_minitime1السبت أكتوبر 23, 2010 10:55 am من طرف zien_hesham

» أساليب جمع المعلومات
تفسير اية الكرسى Icon_minitime1السبت أكتوبر 23, 2010 10:32 am من طرف zien_hesham

» ابليس سيرحل عن مصر
تفسير اية الكرسى Icon_minitime1الأحد أكتوبر 17, 2010 2:38 am من طرف كيميائى / ايهاب النواح

» الرقم الذي حير العلماء إلى يومنا هذا !
تفسير اية الكرسى Icon_minitime1الأحد أكتوبر 17, 2010 2:35 am من طرف كيميائى / ايهاب النواح

» تعرف على الجلطه قبل وقوعها بـ 3 ساعات
تفسير اية الكرسى Icon_minitime1الأحد أكتوبر 17, 2010 2:33 am من طرف كيميائى / ايهاب النواح

»  الحكم على الشيء فرع عن تصوره؟؟؟؟؟
تفسير اية الكرسى Icon_minitime1الأحد أكتوبر 17, 2010 2:29 am من طرف كيميائى / ايهاب النواح

» نبذة عن حياة (نجيب محفوظ)
تفسير اية الكرسى Icon_minitime1السبت أكتوبر 16, 2010 11:30 am من طرف عبدالرحمن بكر1

»  اعترافات الراجل اللي بيفسد علينا رمضان كل سنه !!
تفسير اية الكرسى Icon_minitime1الجمعة أكتوبر 15, 2010 7:32 pm من طرف كيميائى / ايهاب النواح

» لماذا تفتح المرأة فمها عند وضع الكحل‏?
تفسير اية الكرسى Icon_minitime1الجمعة أكتوبر 15, 2010 4:20 pm من طرف كيميائى / ايهاب النواح

» موسوعه معلوماتيه 2
تفسير اية الكرسى Icon_minitime1الجمعة أكتوبر 15, 2010 2:58 am من طرف كيميائى / ايهاب النواح

» موسوعه معلوماتيه شامله
تفسير اية الكرسى Icon_minitime1الجمعة أكتوبر 15, 2010 1:55 am من طرف كيميائى / ايهاب النواح

» نجيب محفوظ
تفسير اية الكرسى Icon_minitime1الخميس أكتوبر 14, 2010 7:53 pm من طرف عبدالرحمن بكر1

» عجائب الصور
تفسير اية الكرسى Icon_minitime1الإثنين أكتوبر 11, 2010 1:03 pm من طرف مها عطيه

» قسم الاقتصاد المنزلى
تفسير اية الكرسى Icon_minitime1الإثنين أكتوبر 11, 2010 12:54 pm من طرف مها عطيه

» عام دراسي جديد وسعيد
تفسير اية الكرسى Icon_minitime1الأربعاء أكتوبر 06, 2010 11:46 pm من طرف يوسف حسين

» الاعداد الشقية
تفسير اية الكرسى Icon_minitime1الإثنين أكتوبر 04, 2010 2:43 am من طرف أيمن محمد

» درس البيئه للصف السادس
تفسير اية الكرسى Icon_minitime1الأحد سبتمبر 26, 2010 12:16 pm من طرف فتحى بكر

» دراسات الصف السادس الوحده الاولى
تفسير اية الكرسى Icon_minitime1الأحد سبتمبر 26, 2010 12:14 pm من طرف فتحى بكر

عدد زوار المنتدي

.: عدد زوار المنتدى :.

المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 7 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 7 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحث

لا أحد

[ مُعاينة اللائحة بأكملها ]


أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 96 بتاريخ الأحد مارس 20, 2016 10:48 am
دخول

لقد نسيت كلمة السر


تفسير اية الكرسى

اذهب الى الأسفل

تفسير اية الكرسى Empty تفسير اية الكرسى

مُساهمة من طرف أحمد فاروق الثلاثاء مايو 11, 2010 3:17 pm

اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلا يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ) (البقرة: 255)
التفسير:
هذه الآية أعظم آية في كتاب الله كما سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - أبيّ بن كعب، وقال: «أي آية أعظم في كتاب الله؟ قال: آية الكرسي؛ فضرب على صدره، وقال: ليهنك العلم يا أبا المنذر»(1)؛ ولهذا من قرأها في ليلة لم يزل عليه من الله حافظ، ولا يقربه شيطان حتى يصبح؛ وهي مشتملة على عشر جمل؛ كل جملة لها معنى عظيم جداً.
قوله - تعالى -: الله لا إله إلا هو: الاسم الكريم مبتدأ؛ وجملة: لا إله إلا هو خبر؛ وما بعده: إما أخبار ثانية؛ وإما معطوفة؛ وإله بمعنى مألوه؛ و«المألوه» بمعنى المعبود حباً، وتعظيماً؛ ولا أحد يستحق هذا الوصف إلا الله - سبحانه وتعالى-؛ والآلهة المعبودة في الأرض، أو المعبودة وهي في السماء - كالملائكة - كلها لا تستحق العبادة؛ وهي تسمى آلهة؛ لكنها لا تستحق ذلك؛ الذي يستحقه رب العالمين، كما قال - تعالى -: يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم [البقرة: 21]، وقال - تعالى -: ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل [الحج: 62].

وإله اسم لا؛ ولا هنا نافية للجنس؛ ولا النافية للجنس تدل على النفي المطلق العام لجميع أفراده؛ وهي نص في العموم؛ فـلا إله نفي عام محض شامل لجميع أفراده؛ وقوله - تعالى -: إلا هو بدل من خبر لا المحذوف؛ لأن التقدير: لا إله حق إلا هو؛ والبدل في الحقيقة هو المقصود بالحكم، كما قال ابن مالك:
التابع المقصود بالحكم بلا *** واسطة هو المسمى بدلاً
وهذه الجملة العظيمة تدل على نفي الألوهية الحق نفياً عاماً قاطعاً إلا لله - تعالى - وحده.
وقوله - تعالى -: الحي القيوم هذان اسمان من أسمائه - تعالى -؛ وهما جامعان لكمال الأوصاف، والأفعال؛ فكمال الأوصاف في الحي؛ وكمال الأفعال في القيوم؛ لأن معنى الحي ذو الحياة الكاملة؛ ويدل على ذلك «أل» المفيدة للاستغراق؛ وكمال حياته - تعالى -: من حيث الوجود، والعدم؛ ومن حيث الكمال، والنقص؛ فحياته من حيث الوجود، والعدم؛ أزلية أبدية - لم يزل، ولا يزال حياً؛ ومن حيث الكمال، والنقص: كاملة من جميع أوصاف الكمال - فعلمه كامل؛ وقدرته كاملة؛ وسمعه، وبصره، وسائر صفاته كاملة؛ والقيوم: أصلها من القيام؛ ووزن «قيوم» فيعول؛ وهي صيغة مبالغة؛ فهو القائم على نفسه فلا يحتاج إلى أحد من خلقه؛ والقائم على غيره فكل أحد محتاج إليه.
قوله - تعالى -: لا تأخذه سنة ولا نوم أي لا يعتريه نعاس، ولا نوم؛ فالنوم معروف؛ والنعاس مقدمته.
قوله - تعالى - في الجملة الثالثة: له ما في السموات وما في الأرض أي له وحده؛ ففي الجملة حصر لتقديم الخبر على المبتدأ؛ والسموات جمعت؛ والأرض أفردت؛ لكنها بمعنى الجمع؛ لأن المراد بها الجنس.
قوله - تعالى - في الجملة الرابعة: من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه؛ من اسم استفهام مبتدأ؛ وذا ملغاة إعراباً؛ ويأتي بها العرب في مثل هذا لتحسين اللفظ؛ والذي اسم موصول خبر من؛ والمراد بالاستفهام هنا النفي بدليل الإثبات بعده، حيث قال - تعالى -: إلا بإذنه.
و«الشفاعة» في اللغة: جعل الوتر شفعاً؛ وفي الاصطلاح: التوسط للغير لجلب منفعة، أو دفع مضرة؛ فشفاعة النبي - صلى الله عليه وسلم - في أهل الموقف أن يقضي الله بينهم بعدما يلحقهم من الهمّ، والغمّ ما لا يطيقون(2): شفاعة لدفع مضرة؛ وشفاعته في أهل الجنة أن يدخلوا الجنة(3): شفاعة في جلب منفعة.
وقوله - تعالى -: إلا بإذنه أي الكوني؛ يعني: إلا إذا أذن في هذه الشفاعة - حتى أعظم الناس جاهاً عند الله لا يشفع إلا بإذن الله؛ فالنبي - صلى الله عليه وسلم - يوم القيامة - وهو أعظم الناس جاهاً عند الله؛ ومع ذلك لا يشفع إلا بإذن الله لكمال سلطانه - جل وعلا -، وهيبته؛ وكلما كمل السلطان صار أهيب للملِك، وأعظم؛ حتى إن الناس لا يتكلمون في مجلسه إلا إذا تكلم؛ وانظر وصف رسولِ قريشٍ النبي - صلى الله عليه وسلم - مع أصحابه، حيث وصفهم بأنه إذا تكلم سكتوا؛ كل ذلك من باب التعظيم.
قوله - تعالى -: يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم؛ هذه هي الجملة السادسة؛ و«العلم» عند الأصوليين: إدراك الشيء إدراكاً جازماً مطابقاً؛ فعدم الإدراك: جهل؛ والإدراك على وجه لا جزم فيه: شك؛ والإدراك على وجه جازم غير مطابق: جهل مركب؛ فلو سئلت: متى كانت غزوة بدر؟ فقلت: «لا أدري» فهذا جهل؛ ولو سئلت: متى كانت غزوة بدر؟ فقلت: «إما في الثانية؛ أو في الثالثة» فهذا شك؛ ولو سئلت: متى كانت غزوة بدر؟ فقلت: «في السنة الخامسة» فهذا جهل مركب؛ والله - عز وجل - يعلم الأشياء علماً تاماً شاملاً لها جملة، وتفصيلاً؛ وعلمه ليس كعلم العباد؛ ولذلك قال - تعالى -: يعلم ما بين أيديهم أي المستقبل؛ وما خلفهم أي الماضي؛ وقد قيل بعكس هذا القول؛ ولكنه بعيد؛ فاللفظ لا يساعد عليه؛ وما من صيغ العموم؛ فهي شاملة لكل شيء سواء كان دقيقاً أم جليلاً؛ وسواء كان من أفعال الله أم من أفعال العباد.
قوله - تعالى -: ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء لها معنيان؛ المعنى الأول: لا يحيطون بشيء من علم نفسه؛ أي لا يعلمون عن الله - سبحانه وتعالى- من أسمائه، وصفاته، وأفعاله، إلا بما شاء أن يعلمهم إياه، فيعلمونه؛ المعنى الثاني: ولا يحيطون بشيء من معلومه - أي مما يعلمه في السموات، والأرض - إلا بما شاء أن يعلمهم إياه، فيعلمونه؛ وقوله - تعالى -: إلا بما شاء استثناء بدل من قوله - تعالى -: شيء؛ لكنه بإعادة العامل؛ وهي الباء؛ و «ما» يحتمل أن تكون مصدرية؛ أي: إلا بمشيئته؛ ويحتمل أن تكون موصولة؛ أي: إلا بالذي شاء؛ وعلى التقدير الثاني يكون العائد محذوفاً؛ والتقدير: إلا بما شاءه.
قوله - تعالى -: وسع كرسيه السماوات والأرض؛ أي شمل، وأحاط، كما يقول القائل: وسعني المكان؛ أي شملني، وأحاط بي؛ و «الكرسي» هو موضع قدمي الله - عز وجل -؛ وهو بين يدي العرش كالمقدمة له؛ وقد صح ذلك عن ابن عباس موقوفاً(1)، ومثل هذا له حكم الرفع؛ لأنه لا مجال للاجتهاد فيه؛ وما قيل من أن ابن عباس - رضي الله عنهما - يأخذ عن بني إسرائيل فلا صحة له؛ بل الذي صح عنه في البخاري(2) أنه كان ينهى عن الأخذ عن بني إسرائيل؛ فأهل السنّة والجماعة عامتهم على أن الكرسي موضع قدمي الله - عز وجل -؛ وبهذا جزم شيخ الإسلام ابن تيمية، وابن القيم، وغيرهما من أهل العلم، وأئمة التحقيق؛ وقد قيل: إن «الكرسي» هو العرش؛ ولكن ليس بصحيح؛ فإن «العرش» أعظم، وأوسع، وأبلغ إحاطة من الكرسي؛ وروي عن ابن عباس أن كرسيه: علمه؛ ولكن هذه الرواية أظنها لا تصح عن ابن عباس(3)؛ لأنه لا يعرف هذا المعنى لهذه الكلمة في اللغة العربية، ولا في الحقيقة الشرعية؛ فهو بعيد جداً من أن يصح عن ابن عباس - رضي الله عنهما -؛ فالكرسي موضع القدمين؛ وقد جاء الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «ما السموات السبع والأرضون بالنسبة للكرسي إلا كحلقة ألقيت في فلاة من الأرض وإن فضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على تلك الحلقة»(4)؛ وهذا يدل على سعة هذه المخلوقات العظيمة التي هي بالنسبة لنا من عالم الغيب؛ ولهذا يقول الله - عز وجل -: أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها [ق~: 6]؛ ولم يقل: أفلم ينظروا إلى الكرسي؛ أو إلى العرش؛ لأن ذلك ليس مرئياً لنا؛ ولولا أن الله أخبرنا به ما علمنا به.
قوله - تعالى -: ولا يؤوده؛ أي لا يثقله، ويشق عليه حفظهما؛ أي حفظ السموات، والأرض؛ وهذه الصفة صفة منفية.
قوله - تعالى -: وهو العلي العظيم: مثل هذه الجملة التي طرفاها معرفتان تفيد الحصر؛ فهو وحده العلي؛ أي ذو العلو المطلق، وهو الارتفاع فوق كل شيء؛ والعظيم أي ذو العظمة في ذاته، وسلطانه، وصفاته.
الفوائد:
1 - من فوائد الآية: إثبات هذه الأسماء الخمسة؛ وهي الله؛ الحي؛ القيوم؛ العلي؛ العظيم؛ وما تضمنته من الصفات.
2 - ومنها: إثبات انفراد الله - تعالى - بالألوهية في قوله - تعالى -: لا إله إلا هو.
3 - ومنها: إبطال طريق المشركين الذين أشركوا بالله، وجعلوا معه آلهة.
4 - ومنها: إثبات صفة الحياة لله - عز وجل -؛ وهي حياة كاملة: لم تسبق بعدم، ولا يلحقها زوال، ولا توصف بنقص، كما قال - تعالى -: هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم [الحديد: 3]، وقال - تعالى -: وتوكل على الحي الذي لا يموت [الفرقان: 58]، وقال - تعالى -: ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام [الرحمن: 27].
5 - ومنها: إثبات القيومية لله - عز وجل -؛ لقوله - تعالى -: القيوم؛ وهذا الوصف لا يكون لمخلوق؛ لأنه ما من مخلوق إلا وهو محتاج إلى غيره: فنحن محتاجون إلى العمال، والعمال محتاجون إلينا؛ ونحن محتاجون إلى النساء، والنساء محتاجة إلينا؛ ونحن محتاجون إلى الأولاد، والأولاد يحتاجون إلينا؛ ونحن محتاجون إلى المال، والمال محتاج إلينا من جهة حفظه، وتنميته؛ والكل محتاج إلى الله - عز وجل -؛ لقوله - تعالى -: يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد [فاطر: 15]؛ وما من أحد يكون قائماً على غيره في جميع الأحوال؛ بل في دائرة ضيقة؛ ولهذا قال الله - تعالى -: أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت [الرعد: 33]؛ يعني الله؛ فلا أحد سواه قائم على كل نفس بما كسبت.
6 - ومن فوائد الآية: أن الله - تعالى - غني عما سواه؛ وأن كل شيء مفتقر إليه - تعالى -؛ فإن قلت: كيف تجمع بين هذا، وبين قوله - تعالى -: يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم [محمد: 7]، وقوله - تعالى -: ولينصرن الله من ينصره [الحج: 40]؛ فأثبت أنه يُنصر؟
فالجواب: أن المراد بنصره - تعالى - نصر دينه.
7 - ومنها: تضمن الآية لاسم الله الأعظم الثابت في قوله - تعالى -: الحي القيوم؛ وقد ذكر هذان الاسمان الكريمان في ثلاثة مواضع من القرآن: في «البقرة»؛ و«آل عمران»؛ و«طه»؛ في «البقرة»: الله لا إله إلا هو الحي القيوم [البقرة: 255]؛ وفي «آل عمران»: الله لا إله إلا هو الحي القيوم؛ وفي «طه»: وعنت الوجوه للحي القيوم [طه: 111]؛ قال أهل العلم: وإنما كان الاسم الأعظم في اجتماع هذين الاسمين؛ لأنهما تضمنا جميع الأسماء الحسنى؛ فصفة الكمال في الحي؛ وصفة الإحسان، والسلطان في القيوم.
8 - ومن فوائد الآية: امتناع السِّنَة والنوم لله - عز وجل -؛ وذلك لكمال حياته، وقيوميته، بحيث لا يعتريهما أدنى نقص؛ لقوله - تعالى -: لا تأخذه سنة ولا نوم؛ وهذه من الصفات المنفية؛ والإيمان بالصفات المنفية يتضمن شيئين؛ أحدهما: الإيمان بانتفاء الصفة المذكورة؛ والثاني: إثبات كمال ضدها؛ لأن الكمال قد يطلق باعتبار الأغلب الأكثر، وإن كان يرد عليه النقص من بعض الوجوه؛ لكن إذا نفي النقص فمعناه أن الكمال كمال مطلق لا يرد عليه نقصٌ أبداً بوجه من الوجوه؛ مثال ذلك: إذا قيل: «فلان كريم» فقد يراد به أنه كريم في الأغلب الأكثر؛ فإذا قيل: «فلان كريم لا يبخل» عُلم أن المراد كمال كرمه، بحيث لا يحصل منه بخل؛ وهنا النفي حصل بقوله - تعالى -: لا تأخذه سنة ولا نوم؛ فدل على كمال حياته، وقيوميته.
9 - ومن فوائد الآية: إثبات الصفات المنفية؛ لقوله - تعالى -: لا تأخذه سنة ولا نوم، وقوله - تعالى -: ولا يؤوده حفظهما؛ و«الصفات المنفية» ما نفاه الله عن نفسه؛ وهي متضمنة لثبوت كمال ضدها.
10 - ومنها: عموم ملك الله؛ لقوله - تعالى -: له ما في السموات وما في الأرض.
11 - ومنها: أن الحكم الشرعي بين الناس، والفصل بينهم يجب أن يكون مستنداً على حكم الله؛ وأن اعتماد الإنسان على حكم المخلوقين، والقوانين الوضعية نوع من الإشراك بالله - عز وجل -؛ لأن الملك لله - عز وجل -.

12 - ومنها: تسلية الإنسان على المصائب، ورضاه بقضاء الله - عز وجل -، وقدره؛ لأنه متى علم أن الملك لله وحده رضي بقضائه، وسلّم؛ ولهذا كان في تعزية النبي - صلى الله عليه وسلم - لابنته أنه قال: «إن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى»(1).

13 - ومنها: عدم إعجاب الإنسان بما حصل بفعله؛ لأن هذا من الله؛ والملك له.

14 - ومنها: اختصاص الله - تعالى - بهذا الملك؛ يؤخذ من تقديم الخبر: له ما في السموات؛ لأن الخبر حقه التأخير؛ فإذا قُدِّم أفاد الحصر.

15 - ومنها: إثبات أن السموات عدد؛ لقوله - تعالى -: السموات؛ وأما كونها سبعاً، أو أقل، أو أكثر، فمن دليل آخر.

16 - ومنها: كمال سلطان الله لقوله - تعالى -: من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه؛ وهذا غير عموم الملك؛ لكن إذا انضمت قوة السلطان إلى عموم الملك صار ذلك أكمل، وأعلى.

17 - ومنها: إثبات الشفاعة بإذن الله؛ لقوله - تعالى -: إلا بإذنه؛ وإلا لما صح الاستثناء.
ويتفرع على كون الملك لله ألا نتصرف في ملكه إلا بما يرضاه.
18 - ومنها: إثبات الإذن - وهو الأمر -؛ لقوله - تعالى -: إلا بإذنه؛ وشروط إذن الله في الشفاعة: رضى الله عن الشافع؛ وعن المشفوع له؛ لقوله - تعالى -: وكم من ملك في السموات لا تغني شفاعتهم شيئاً إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى [النجم: 26]، وقوله - تعالى -: ولا يشفعون إلا لمن ارتضى [الأنبياء: 28].

19 - ومنها: إثبات علم الله، وأنه عام في الماضي، والحاضر، والمستقبل؛ لقوله - تعالى -: يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم.
20 - ومنها: الرد على القدرية الغلاة؛ لقوله - تعالى -: يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم؛ فإثبات عموم العلم يرد عليهم؛ لأن القدرية الغلاة أنكروا علم الله بأفعال خلقه إلا إذا وقعت.
21 - ومنها: الرد على الخوارج والمعتزلة في إثبات الشفاعة؛ لأن الخوارج، والمعتزلة ينكرون الشفاعة في أهل الكبائر؛ لأن مذهبهما أن فاعل الكبيرة مخلد في النار لا تنفع فيه الشفاعة.
22 - ومنها: أن الله - عز وجل - لا يحاط به علماً كما لا يحاط به سمعاً، ولا بصراً؛ قال - تعالى -: لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار [الأنعام: 103]، وقال - تعالى -: ولا يحيطون به علماً [طه: 110].
23 - ومنها: أننا لا نعلم شيئاً عن معلوماته إلا ما أعلمنا به؛ لقوله - تعالى -: ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء على أحد الوجهين في تفسيرها.

24 - ومنها: تحريم تكييف صفات الله؛ لأن الله ما أعلمنا بكيفية صفاته؛ فإذا ادعينا علمه فقد قلنا على الله بلا علم.

25 - ومنها: الرد على الممثلة؛ لأن ذلك قول على الله بلا علم؛ بل بما يعلم خلافه؛ لقوله - تعالى -: ليس كمثله شيء [الشورى: 11].

26 - ومنها: إثبات مشيئة الله؛ لقوله: إلا بما شاء.

27 - ومنها: عظم الكرسي؛ لقوله - تعالى -: وسع كرسيه السموات والأرض.

28 - ومنها: عظمة خالق الكرسي؛ لأن عظم المخلوق يدل على عظمة الخالق.

29 - ومنها: كفر من أنكر السموات، والأرض؛ لأنه يستلزم تكذيب خبر الله؛ أما الأرض فلا أظن أحداً ينكرها؛ لكن السماء أنكرها من أنكرها، وقالوا: ما فوقنا فضاء لا نهاية له، ولا حدود؛ وإنما هي سدوم، ونجوم، وما أشبه ذلك؛ وهذا لا شك أنه كفر بالله العظيم سواء اعتقده الإنسان بنفسه، ووهمه؛ أو صدَّق من قال به ممن يعظمهم إذا كان عالماً بما دل عليه الكتاب والسنّة.

30 - ومنها: إثبات قوة الله؛ لقوله - تعالى -: ولا يؤوده حفظهما.

31 - ومنها: أنه - سبحانه وتعالى- لا يثقل عليه حفظ السموات، والأرض؛ لقوله - تعالى -: ولا يؤوده حفظهما؛ وهذه من الصفات المنفية؛ فهي كقوله - تعالى -: وما مسنا من لغوب [ق~: 38].

32 - ومنها: إثبات ما تتضمنه هذه الجملة: ولا يؤوده حفظهما؛ وهي العلم، والقدرة، والحياة، والرحمة، والحكمة، والقوة.

33 - ومنها: أن السموات، والأرض تحتاج إلى حفظ؛ لقوله - تعالى -: ولا يؤوده حفظهما؛ ولولا حفظ الله لفسدتا؛ لقوله - تعالى -: إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده إنه كان حليماً غفوراً [فاطر: 41].

34 - ومنها: إثبات علو الله - سبحانه وتعالى- أزلاً، وأبداً؛ لقوله - تعالى -: وهو العلي؛ والعلي صفة مشبهة تدل على الثبوت، والاستمرار؛ وعلوّ الله عند أهل السنة، والجماعة ينقسم إلى قسمين؛ الأول: علو الذات؛ بمعنى أنه - سبحانه - نفسه فوق كل شيء؛ وقد دل على ذلك الكتاب، والسنة، وإجماع السلف، والعقل، والفطرة؛ وتفصيل هذه الأدلة في كتب العقائد؛ وخالفهم في ذلك طائفتان؛ الأولى: من قالوا: إنه نفسه في كل مكان في السماء، والأرض؛ وهؤلاء حلولية الجهمية، ومن وافقهم؛ وقولهم باطل بالكتاب، والسنّة، وإجماع السلف، والعقل، والفطرة؛ الطائفة الثانية: قالوا: إنه لا يوصف بعلوّ، ولا غيره؛ فهو ليس فوق العالم، ولا تحته، ولا عن يمين، ولا عن شمال، ولا متصل، ولا منفصل؛ وهذا قول يكفي تصوره في رده؛ لأنه يَؤول إلى القول بالعدم المحض؛ إذ ما من موجود إلا وهو فوق، أو تحت، أو عن يمين، أو شمال، أو متصل، أو منفصل؛ فالحمد لله الذي هدانا للحق؛ ونسأل الله أن يثبتنا عليه؛ والقسم الثاني: علو الصفة: وهو أنه كامل الصفات من كل وجه لا يساميه أحد في ذلك؛ وهذا متفق عليه بين فرق الأمة، وإن اختلفوا في تفسير الكمال.

35 - ومن فوائد الآية: الرد على الحلولية، وعلى المعطلة النفاة؛ فالحلولية قالوا: إنه ليس بعالٍ؛ بل هو في كل مكان؛ والمعطلة النفاة قالوا: لا يوصف بعلو، ولا سفل، ولا يمين، ولا شمال، ولا اتصال، ولا انفصال.

36 - ومنها: التحذير من الطغيان على الغير؛ لقوله - تعالى -: وهو العلي العظيم؛ ولهذا قال الله في سورة النساء: فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلاً إن الله كان علياً كبيراً [النساء: 34]؛ فإذا كنت متعالياً في نفسك فاذكر علو الله - عز وجل -؛ وإذا كنت عظيماً في نفسك فاذكر عظمة الله؛ وإذا كنت كبيراً في نفسك فاذكر كبرياء الله.

37 - ومنها: إثبات العظمة لله؛ لقوله - تعالى -: العظيم.

38 - ومنها: إثبات صفة كمال حصلت باجتماع الوصفين؛ وهما العلوّ، والعظمة.


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] المصدر:http://www.deen.ws المصدر
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
* [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
* [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
* [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
* [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
* [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

أحمد فاروق

عدد المساهمات : 274
تاريخ التسجيل : 02/04/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى