مواضيع مماثلة
أسماء الله الحسني
المواضيع الأخيرة
عدد زوار المنتدي
.: عدد زوار المنتدى :.
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
أحمد فاروق | ||||
admin | ||||
ميرهان ايمن شتا | ||||
حسين عباس | ||||
مها عطيه | ||||
أسامة الشامي | ||||
مصطفى | ||||
مي فاروق | ||||
محمود فراج 6/2 | ||||
فتحى بكر |
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 33 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 33 زائر لا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 294 بتاريخ الأربعاء نوفمبر 13, 2024 8:22 am
دخول
دماء على استار الكعبه اسلام فتحى بكر
صفحة 1 من اصل 1
دماء على استار الكعبه اسلام فتحى بكر
الأحداث ما بين أحد والخندق المشركين وزعزعة الدولة الإسلامية:
كانت غزوة أحد مشجعة لأعداء الدولة الإسلامية على مواجهتها، وساد الشعور لدى الأعراب المشركين، بإمكان مناوشة المسلمين والتغلب عليهم، واتجهت أنظار المشركين من الأعراب إلى غزو المدينة لاستئصال شأفتهم، وكسر شوكتهم، فطمعت بنو أسد في الدولة الإسلامية، وشرع خالد بن سفيان الهزلي لجمع الحشود لكي يهاجم بها المدينة، وتجرأت عضل والقارة على خداع المسلمين، وقام عامر بن الطفيل يقتل القراء الدعاة الآمنين، وحاولت يهود بني النضير أن تغتال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتصدى لهذه المحاولات الماكرة الحبيب المصطفى بشجاعة فائقة، وسياسة ماهرة، وتخطيط سليم، وتنفيذ دقيق.
طمع بني أسد في الدولة الإسلامية:
بلغت النبي صلى الله عليه وسلم بواسطة عيونه المنبثة في الجزيرة العربية أخبار الاستعدادات التي قام بها بنو أسد بن خزيمة بقيادة طليحة الأسدي من أجل غزو المدينة طمعا في خيراتها، وانتصارا لشركهم، ومظاهرة لقريش في عدوانها على المسلمين، فسارع النبي صلى الله عليه وسلم إلى تشكيل سرية في مائة وخمسين رجلا من المهاجرين والأنصار وأمَّر عليهم أبا سلمة بن عبد الأسد، المخزومي وعقد له لواء، وقال له: «سر حتى تنزل أرض بني أسد، فأغر عليهم قبل أن تتلاقى عليك جموعهم» فسار إليهم أبو سلمة في المحرم فأغار على أنعامهم، ففروا من وجهه فأخذها، ولم يلق عناء في تشتيت أعداء الإسلام، وعاد إلى المدينة مظفرًا،
وأبو سلمة يعد من السابقين إلى الإيمان ومن خيرة الرعيل الأول، وقد عاد من هذه الغزوة متعبًا، إذ نَغَر جرحه الذي أصابه في (أحد) فلم يلبث حتى مات.
ونلحظ في هذه السرية عدة أمور منها:
ـ الدقة في التخطيط الحربي عند النبي صلى الله عليه وسلم حيث فرق أعدائه قبل أن يجتمعوا، فذهلوا لمجيء سرية أبي سلمة وهم يظنون أن المسلمين قد أضعفتهم وقعة أحد وأذهلتهم عن أنفسهم، فأصيب المشركون بالرعب من المسلمين، ووهنت عزيمتهم، وانشغلوا بأنفسهم عن مهاجمة المدينة،
ـ وتظهر دقة المسلمين في الرصد الحربي واختيارهم التوقيت الصحيح والطريق المناسب، حيث وصلوا إلى الأعداء قبل أن يعلموا عنهم أي شيء رغم بعد المسافة، وكان هذا هو أهم عوامل نجاح المسلمين في هذه السرية، وتركت هذه السرية في نفوس الأعداء شعورًا مؤثرًا على معنوياتهم، ألا وهو قناعتهم بقدرة المسلمين على الاستخفاء والقيام بالحروب الخاطفة المفاجئة تجعلهم يمتلئون رعبا منهم ويتوقعون الإغارة في أي وقت، وهذا الشعور حملهم على الاعتراف بقوة المسلمين، ومسالمتهم.
خالد بن سفيان الهذلي وتصدي عبد الله بن أنيس له:
قام خالد بن سفيان الهذلي يجمع المقاتلة من هذيل وغيرها في عرفات، وكان يتهيأ لغزو المسلمين في المدينة مظاهرة لقريش، وتقربًا إليها، ودفاعًا عن عقائدهم الفاسدة، وطمعًا في خيرات المدينة، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحابي عبد الله بن أنيس الجهني إليه بعد أن كلفه مهمة قتله.
وهذا عبد الله بن أنيس يحدثنا بنفسه قال - رضي الله عنه -: (دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «إنه قد بلغني أن خالد بن سفيان بن نبيح يجمع لي الناس ليغزوني» وهو بعرنة فأته فاقتله، قال: قلت: يا رسول الله انعته حتى أعرفه، قال: «إذا رأيته وجدت له قشعريرة» قال: فخرجت متوشحًا بسيفي، حتى وقعت عليه بعرنة مع ظعن يرتاد لهن منزلاً، حين كان وقت العصر، فلما رأيته وجدت ما وصف لي رسول الله صلى الله عليه وسلم من القشعريرة، فأقبلت نحوه، وخشيت أن يكون بيني وبينه محاولة تشغلني عن الصلاة، فصليت وأنا أمشي نحوه أوميء برأسي الركوع والسجود، فلما انتهيت إليه قال: من الرجل، قلت: رجل من العرب سمع بك وبجمعك لهذا الرجل فجاءك لهذا، قال: أجل أنا في ذلك، قال: فمشيت معه شيئا، حتى إذا أمكنني حملت عليه بالسيف حتى قتلته، ثم خرجت وتركت ظعائنه مكبات عليه، فلما قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فرآني فقال: «أفلح الوجه» قال: قلت: قتلته يا رسول الله، قال: «صدقت»، قال: ثم قام معي رسول الله فدخل في بيته فأعطاني عصا، فقال: «أمسك هذه عندك يا عبد الله بن أنيس» قال: فخرجت بها على الناس فقالوا: ما هذه العصا؟ قال: قلت أعطانيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمرني أن أمسكها، قالوا: أولا ترجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فتسأله عن ذلك؟ قال: فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله لم أعطيتني هذه العصا؟ قال: «آية بيني وبينك يوم القيامة، إن أقل الناس المختصرون يومئذ يوم القيامة» فقرنها عبد الله بسيفه فلم تزل معه، حتى إذا مات أمر بها فضمت معه في كفنه، ثم دفنا جميعًا) (سنن البيهقى الكبرى ج 3 ص 256).
فوائد ودروس من الخبر:
1- دقة الرصد الحربي:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطي للجانب الأمني أهميته؛ ولذلك كان يتابع تحركات الأعداء، ويعد بعد ذلك الحلول المناسبة للمشكلات والأزمات في وقتها الملائم، ولذلك لم يمهل خالد بن سفيان حتى يكثر جمعه ويشتد ساعده، بل عمل على القضاء على الفتنة وهي في أيامها الأولى بحزم؛ وبذلك حقق للأمة مكاسب كبيرة وقلل التضحيات المتوقعة من مجيء خالد بن سفيان بجيش لغزو المدينة، وهذا العمل يحتاج لقدرة في الرصد الحربي، وسرعة في اتخاذ القرار.
2- فراسة النبي في اختيار الرجال:
كان صلى الله عليه وسلم يتمتع بفراسة عظيمة في اختيار الرجال ومعرفة كبيرة لذوي الكفاءات من أصحابه، فكان يختار لكل مهمة من يناسبها، فيختار للقيادة من يجمع بين سداد الرأي وحسن التصرف والشجاعة، ويختار للدعوة والتعليم من يجمع بين غزارة العلم ودماثة الخلق والمهارة في اجتذاب الناس، ويختار للوفادة على الملوك والأمراء من يجمع بين حسن المظهر وفصاحة اللسان وسرعة البديهة، وفي الأعمال الفدائية يختار من يجمع بين الشجاعة الفائقة وقوة القلب والمقدرة على التحكم في المشاعر.
فقد كان عبد الله بن أنيس الجهني قوي القلب ثبت الجنان، راسخ اليقين، عظيم الإيمان وبجانب هذه الصفات العظيمة التي أهلته لهذه المهمة فهناك سبب آخر فقد كان يمتاز بمعرفة مواطن تلك القبائل لمجاورتها ديار قومه (جهينة).
3- المكافأة على هذا العمل أخروية:
لم تكن المكافأة على هذا العمل العظيم الجريء مادية دنيوية كما يتمناه الكثير ممن يقوم بالمهمات الشاقة في جيوش العالم قديما وحديثا، بل كانت أسمى من ذلك وأعظم فهي وسام شرف أخروي قليل من يناله، فقد كان الصحابة -رضي الله عنهم- وسائر المتقين لا ينتظرون جزاء في الدنيا، ولو حصلوا على شيء من متاع الدنيا فإنه لا يعتبر عندهم شيئًا كبيرًا، وإنما ينتظرون جزاءهم في الآخرة، ولهذا كانت مكافأة عبد الله بن أنيس تلك العصا التي ستكون علامة بينه وبين رسول الله يوم القيامة، وهذا يدل على علو مكانته في الآخرة.
4- بعض الأحكام الفقهية:
تضمن هذا الخبر بعض الأحكام والفوائد منها (صلاة الطالب) قال الخطابي: واختلفوا في صلاة الطالب، فقال عوام أهل العلم: إذا كان مطلوبًا كان له أن يصلي إيماء، وإذا كان طالبًا نزل إن كان راكبًا وصلى بالأرض راكعًا وساجدًا، وكذلك قال ابن المنذر، أما الشافعي فشرط شرطًا لم يشترطه غيره، قال: إذا قل الطالبون عن المطلوبين، وانقطع الطالبون عن أصحابهم فيخافون عودة المطلوبين عليهم فإذا كان هكذا كان لهم أن يصلوا يومئون إيماء.
قال الخطابي: وبعض هذه المعاني موجودة في قصة عبد الله بن أنيس، وقد ذكر بدر العيني في عمدة القاري مذاهب الفقهاء في هذا الباب، فعند أبي حنيفة: إذا كان الرجل مطلوبًا فلا بأس بصلاته سائرًا، وإن كان طالبًا فلا، وقال مالك وجماعة من أصحابه: هما سواء، كل واحد منهما يصلي على دابته.
وقال الأوزاعي والشافعي في آخرين كقول أبي حنيفة، وهو قول عطاء والحسن والثوري وأحمد وأبي ثور وعن الشافعي: إن خاف الطالب فوت المطلوب أومأ وإلا فلا.
5- جواز الاجتهاد في زمن النبي:
يجوز الاجتهاد في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، فعبد الله بن أنيس - رضي الله عنه - أداه اجتهاده أن يصلي هذه الصلاة، ولم ينكر عليه صلى الله عليه وسلم، مما يدل على جواز الصلاة عند شدة الخوف بالإيماءوهذا الاستدلال صحيح لا شك فيه؛ لأن عبد الله بن أنيس فعل ذلك في حياة النبي وذلك زمن الوحي، ومحال أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يطلع عليه.
6- من دلائل النبوة:
فقد وصف صلى الله عليه وسلم خالد بن سفيان الهذلي لعبد الله بن أنيس وصفًا دقيقًا دون أن يراه حتى أن ابن أنيس عندما رد على رسول الله صلى الله عليه وسلم متعجبًا كما وقع في رواية الواقدي: (يا رسول الله ما فرقت من شيء قط، قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بلى آية ما بيني وبينه أن تجد له قشعريرة إذا رأيته» وقد وجد عبد الله بن أنيس خالد الهذلي على الصفة التي ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول عبد الله: فلما رأيته هبته وفرقت منه، فقلت: صدق الله ورسوله) (البيهقي، دلائل النبوة (4/41).
7- ما قاله عبد الله بن أنيس من الشعر في قتله لخالد الهذلي:
نوائح تفري كل جيب مقدد تركت ابن ثور كالحوار وحوله
بأبيض من ماء الحديد المهند تناولته والظعن خلفي وخلفه
أنا ابن أنيس فارسًا غير قعدد أقول له والسيف يعجم رأسه
حنيف على دين النبي محمد وقلت له خذها بضربة ماجد
سبقت إليه باللسان وباليد وكنت إذا هم النبي بكافر
الصفويون الروافض ومكة
وصل ذروة التآمر الشيعي الرافضي على بلاد الحرمين حيث أغلى مقدسات الأمة المسلمة في أوائل القرن العاشر الهجري، وذلك عندما تعاون الصفويون الروافض حكام إيران مع البرتغاليين الصليبيين ضد الدولة العثمانية في جنوب الجزيرة العربية وتحديدًا في بلاد اليمن وعمان، والروافض يعلمون علم اليقين ما كان يخطط له البرتغاليون من احتلال مكة والمدينة ونبش قبر الرسول صلى الله عليه وسلم وسرقة جثمانه الشريف ومساومة المسلمين به على بين المقدس، ولا بأس بذلك عندهم طالما سينبش مع قبر الرسول قبري أبي بكر وعمر شريطة أن يحرق جثتيهما، ولكن الله عز وجل حمى رسوله وعبادة الصالحين من كيد الكافرين وهذا هو نص الرسالة التي أرسل بها "البوكيرك" قائد الجيوش البرتغالية إلى الشاه إسماعيل الصفوي مؤسس الدولة الصفوية الرافضية والتي توضح الهدف المشترك للصليبيين والرافضة .
[إني أقدر لك احترامك للمسيحيين في بلادك، وأعرض عليك الأسطول والجند والأسلحة لاستخدامها ضد قلاع الترك في الهند، وإذا أردت أن تنقض على بلاد العرب أو تهاجم مكة فستجدني بجانبك في البحر الأحمر أمام جدة أو في عدن أو في البحرين أو القطيف أو البصرة وسيجدني الشاه بجانبه على امتداد الساحل الفارسي وسأنفذ له كل ما يريد].
ولقد فشل هذا المخطط بهلاك الطاغية البوكيرك وهزيمة الشاه إسماعيل الصفوي أمام سليم الأول العثماني في معركة جالديران سنة 920 هجرية.
بعد ذلك اهتم العثمانيون بالحرمين وشددوا الحراسة عليها ووضعت الحاميات القوية برًا وبحرًا في جدة والشام والعراق واليمن لغلق كل المسالك لبلد الله الحرام أمام كيد الأعداء من الصليبيين والرافضة.
ولما قامت الدعوة السلفية المباركة على يد الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله وانتشرت في نجد ووسط الجزيرة والحجاز، أولت الدعوة السلفية والدولة السعودية الأولى عناية خاصة بالحرمين، وعملت على تأمين سبيل الحج والقضاء على مظاهر الشرك والخرافة التي ما كان يحج الرافضة إلا من أجلها، ومع اندلاع الحرب العالمية الأولى ثم الثانية وتتابع الأحداث العالمية وتأجج الصراع العربي الإسرائيلي، عاشت بلاد الحرمين ومواسم الحجاج فترة من الهدوء، بل قلت أعداد الحجاج بسبب الكساد العالمي وضعف الاقتصاديات في الدول الإسلامية.
الخوميني والكعبة
مرت فترة طويلة منذ آخر محاولة قام بها الروافض وغيرهم من أجل العدوان على الحجيج حتى قامت الثورة الخومينية في إيران وأسقطت حكم الشاه، وذلك سنة 1979 ميلادية، وأقام الخوميني حكومة جعفرية رافضية على أسس عقائدية بحتة تقوم على إقصاء أهل السنة الذين يمثلون حوالي 35 % من إجمالي السكان، وأخذ الخوميني وشيعته في إنزال شتى العقوبات والجرائم المروعة ضد أهل السنة، من أجل إجبارهم على التشيع، فأبيدت قرى بأكملها، وتعرضت منطقة الأهواز أو الأحواز السنية لحملة شرسة أشد وحشية من الحملات الصليبية والمغولية من أجل تهجير سكانها وإجبارهم على التشيع.
وكان من أهم الأسس التي قامت عليها الثورة الخومينية فكرة تصدير مبادئ الثورة ونقل التشيع لخارج إيران خاصة في دول الخليج وبأخص الخصوص السعودية وذلك من خلال إثارة الأقليات الشيعية في دول الخليج، وإنشاء العديد من المنظمات الشيعية مثل منظمة الدعوة في العراق والكويت، الثورة الإسلامية، جبهة التحرير الإسلامي، حزب الله وحركة أمل في لبنان .
وأدت هذه السياسة لخلق حالة شديدة من التوتر والاضطراب داخل دول الخليج، إذ تحولت الأقليات الشيعية فيها لطابور خامس للثورة الخومينية الرافضية، تثور مرة بعد مرة، وتحدث اضطرابات هنا ومظاهرات هناك بدعوى المطالبة بحقوقهم في ممارسة الشعائر ويقصدون بالقطع الشركيات والضلالات والبدع المغلظة، ليس الصلاة أو الصوم أو الحج إلى آخر شعائر الإسلام .
وكان الروافض ينتهزون مناسبة الحج السنوية لإبراز دعوتهم وثورتهم ومبادئهم في الرفض والتشيع في أعظم اجتماع للمسلمين من شتى أنحاء العالم، وقد ابتدع الخوميني لشيعته ما يسمى بمظاهرة البراءة، حيث يقوم الحجاج الشيعة الروافض بالتظاهر أثناء موسم الحج ضد أمريكا وإسرائيل كنوع من أنواع الدعاية الكاذبة لاستقطاب عامة المسلمين لمذهبهم وعقيدتهم،(( كما يفعل حسن نصر الله حاليا بــ سأقتل اسرائيل ووو)) وكانت السعودية بادئ الأمر تتغاضى عن مثل هذه المظاهرات من باب تأليف النفوس وتحسين العلاقات أملاً في كف الخوميني عن غلوه وطموحاته،
ولكن الطموحات الخومينية بلغت به لئن يستدعي ثوب أبي طاهر القرمطي من ذاكرة التاريخ، وفي موسم الحج سنة 1407 هجرية ـ 1987 ميلادية وفي مظاهرة البراءة المعهودة، حمل الروافض صور الطاغية الخوميني ومجسمًا كبيرًا للمسجد الأقصى كنوع من الخداع للتعمية على الهدف الأصلي،و بدلاً من أن يهتفوا ضد أمريكا وإسرائيل، هتفوا باسم الخوميني ونادوا به زعيمًا للعالم الإسلامي، وكان الروافض قد أخفوا تحت ملابس الإحرام سكاكين وخناجر استعدادًا لاقتحام الحرم، ومبايعة الخوميني في قلب الكعبة زعيمًا لعموم المسلمين، وحدث ما كان يخشى عقباه، ووقع الصدام بين قوات الأمن التي أدركت المخطط وبين الروافض وسالت الدماء مرة أخرى بأرض الله الحرام، وقتل في هذا الصدام المروع 402 حاج، بينهم 275 إيرانيًا و42 غير إيراني و85 سعوديًا، وقد أعلنت إيران على لسان هاشمي رفسنجاني أنها ستحرر الأماكن المقدسة من الوهابيين [وهي التسمية التي يطلقها الروافض على أهل السنة والجماعة والسلف الصالح] الأشرار مما يوضح طبيعة العداوة والبغضاء والكراهية الرافضية.
ولم تتوقف المؤامرات الشيعية عند هذه الكارثة، إذ أصر الخوميني على أن يثأر لنفسه، فقامت مجموعة شيعية جعفرية تنتمي لمنظمة الدعوة الكويتية بتفجير عبوات ناسفة بمكة سنة 1409 هجرية ـ 1989 ميلادية أدت لمقتل بعض الحجاج الباكستانيين، وقد تم القبض على هذه المجموعة وتنفيذ شرع الله عز وجل فيهم.
وبهلاك الخوميني أمنت أستار الكعبة من أن تتخضب بدماء الحجاج الذكية حتى الآن وإن كانت الأطماع الرافضية مازالت قائمة ولم تنقطع، فهم كانوا وما زالوا يطمعون في سرقة الحجر الأسود ونقله إلى الكوفة "النجف" ليوضع في أضرحتهم ومشاهدهم لتكتمل مناسك الحج عندهم، ولكن بكة بلد الله الحرام آمنة مطمئنة تبكي أعناق الظالمين والملحدين وكل ما يريدها بسوء إلى آخر الزمان.
كانت غزوة أحد مشجعة لأعداء الدولة الإسلامية على مواجهتها، وساد الشعور لدى الأعراب المشركين، بإمكان مناوشة المسلمين والتغلب عليهم، واتجهت أنظار المشركين من الأعراب إلى غزو المدينة لاستئصال شأفتهم، وكسر شوكتهم، فطمعت بنو أسد في الدولة الإسلامية، وشرع خالد بن سفيان الهزلي لجمع الحشود لكي يهاجم بها المدينة، وتجرأت عضل والقارة على خداع المسلمين، وقام عامر بن الطفيل يقتل القراء الدعاة الآمنين، وحاولت يهود بني النضير أن تغتال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتصدى لهذه المحاولات الماكرة الحبيب المصطفى بشجاعة فائقة، وسياسة ماهرة، وتخطيط سليم، وتنفيذ دقيق.
طمع بني أسد في الدولة الإسلامية:
بلغت النبي صلى الله عليه وسلم بواسطة عيونه المنبثة في الجزيرة العربية أخبار الاستعدادات التي قام بها بنو أسد بن خزيمة بقيادة طليحة الأسدي من أجل غزو المدينة طمعا في خيراتها، وانتصارا لشركهم، ومظاهرة لقريش في عدوانها على المسلمين، فسارع النبي صلى الله عليه وسلم إلى تشكيل سرية في مائة وخمسين رجلا من المهاجرين والأنصار وأمَّر عليهم أبا سلمة بن عبد الأسد، المخزومي وعقد له لواء، وقال له: «سر حتى تنزل أرض بني أسد، فأغر عليهم قبل أن تتلاقى عليك جموعهم» فسار إليهم أبو سلمة في المحرم فأغار على أنعامهم، ففروا من وجهه فأخذها، ولم يلق عناء في تشتيت أعداء الإسلام، وعاد إلى المدينة مظفرًا،
وأبو سلمة يعد من السابقين إلى الإيمان ومن خيرة الرعيل الأول، وقد عاد من هذه الغزوة متعبًا، إذ نَغَر جرحه الذي أصابه في (أحد) فلم يلبث حتى مات.
ونلحظ في هذه السرية عدة أمور منها:
ـ الدقة في التخطيط الحربي عند النبي صلى الله عليه وسلم حيث فرق أعدائه قبل أن يجتمعوا، فذهلوا لمجيء سرية أبي سلمة وهم يظنون أن المسلمين قد أضعفتهم وقعة أحد وأذهلتهم عن أنفسهم، فأصيب المشركون بالرعب من المسلمين، ووهنت عزيمتهم، وانشغلوا بأنفسهم عن مهاجمة المدينة،
ـ وتظهر دقة المسلمين في الرصد الحربي واختيارهم التوقيت الصحيح والطريق المناسب، حيث وصلوا إلى الأعداء قبل أن يعلموا عنهم أي شيء رغم بعد المسافة، وكان هذا هو أهم عوامل نجاح المسلمين في هذه السرية، وتركت هذه السرية في نفوس الأعداء شعورًا مؤثرًا على معنوياتهم، ألا وهو قناعتهم بقدرة المسلمين على الاستخفاء والقيام بالحروب الخاطفة المفاجئة تجعلهم يمتلئون رعبا منهم ويتوقعون الإغارة في أي وقت، وهذا الشعور حملهم على الاعتراف بقوة المسلمين، ومسالمتهم.
خالد بن سفيان الهذلي وتصدي عبد الله بن أنيس له:
قام خالد بن سفيان الهذلي يجمع المقاتلة من هذيل وغيرها في عرفات، وكان يتهيأ لغزو المسلمين في المدينة مظاهرة لقريش، وتقربًا إليها، ودفاعًا عن عقائدهم الفاسدة، وطمعًا في خيرات المدينة، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحابي عبد الله بن أنيس الجهني إليه بعد أن كلفه مهمة قتله.
وهذا عبد الله بن أنيس يحدثنا بنفسه قال - رضي الله عنه -: (دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «إنه قد بلغني أن خالد بن سفيان بن نبيح يجمع لي الناس ليغزوني» وهو بعرنة فأته فاقتله، قال: قلت: يا رسول الله انعته حتى أعرفه، قال: «إذا رأيته وجدت له قشعريرة» قال: فخرجت متوشحًا بسيفي، حتى وقعت عليه بعرنة مع ظعن يرتاد لهن منزلاً، حين كان وقت العصر، فلما رأيته وجدت ما وصف لي رسول الله صلى الله عليه وسلم من القشعريرة، فأقبلت نحوه، وخشيت أن يكون بيني وبينه محاولة تشغلني عن الصلاة، فصليت وأنا أمشي نحوه أوميء برأسي الركوع والسجود، فلما انتهيت إليه قال: من الرجل، قلت: رجل من العرب سمع بك وبجمعك لهذا الرجل فجاءك لهذا، قال: أجل أنا في ذلك، قال: فمشيت معه شيئا، حتى إذا أمكنني حملت عليه بالسيف حتى قتلته، ثم خرجت وتركت ظعائنه مكبات عليه، فلما قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فرآني فقال: «أفلح الوجه» قال: قلت: قتلته يا رسول الله، قال: «صدقت»، قال: ثم قام معي رسول الله فدخل في بيته فأعطاني عصا، فقال: «أمسك هذه عندك يا عبد الله بن أنيس» قال: فخرجت بها على الناس فقالوا: ما هذه العصا؟ قال: قلت أعطانيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمرني أن أمسكها، قالوا: أولا ترجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فتسأله عن ذلك؟ قال: فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله لم أعطيتني هذه العصا؟ قال: «آية بيني وبينك يوم القيامة، إن أقل الناس المختصرون يومئذ يوم القيامة» فقرنها عبد الله بسيفه فلم تزل معه، حتى إذا مات أمر بها فضمت معه في كفنه، ثم دفنا جميعًا) (سنن البيهقى الكبرى ج 3 ص 256).
فوائد ودروس من الخبر:
1- دقة الرصد الحربي:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطي للجانب الأمني أهميته؛ ولذلك كان يتابع تحركات الأعداء، ويعد بعد ذلك الحلول المناسبة للمشكلات والأزمات في وقتها الملائم، ولذلك لم يمهل خالد بن سفيان حتى يكثر جمعه ويشتد ساعده، بل عمل على القضاء على الفتنة وهي في أيامها الأولى بحزم؛ وبذلك حقق للأمة مكاسب كبيرة وقلل التضحيات المتوقعة من مجيء خالد بن سفيان بجيش لغزو المدينة، وهذا العمل يحتاج لقدرة في الرصد الحربي، وسرعة في اتخاذ القرار.
2- فراسة النبي في اختيار الرجال:
كان صلى الله عليه وسلم يتمتع بفراسة عظيمة في اختيار الرجال ومعرفة كبيرة لذوي الكفاءات من أصحابه، فكان يختار لكل مهمة من يناسبها، فيختار للقيادة من يجمع بين سداد الرأي وحسن التصرف والشجاعة، ويختار للدعوة والتعليم من يجمع بين غزارة العلم ودماثة الخلق والمهارة في اجتذاب الناس، ويختار للوفادة على الملوك والأمراء من يجمع بين حسن المظهر وفصاحة اللسان وسرعة البديهة، وفي الأعمال الفدائية يختار من يجمع بين الشجاعة الفائقة وقوة القلب والمقدرة على التحكم في المشاعر.
فقد كان عبد الله بن أنيس الجهني قوي القلب ثبت الجنان، راسخ اليقين، عظيم الإيمان وبجانب هذه الصفات العظيمة التي أهلته لهذه المهمة فهناك سبب آخر فقد كان يمتاز بمعرفة مواطن تلك القبائل لمجاورتها ديار قومه (جهينة).
3- المكافأة على هذا العمل أخروية:
لم تكن المكافأة على هذا العمل العظيم الجريء مادية دنيوية كما يتمناه الكثير ممن يقوم بالمهمات الشاقة في جيوش العالم قديما وحديثا، بل كانت أسمى من ذلك وأعظم فهي وسام شرف أخروي قليل من يناله، فقد كان الصحابة -رضي الله عنهم- وسائر المتقين لا ينتظرون جزاء في الدنيا، ولو حصلوا على شيء من متاع الدنيا فإنه لا يعتبر عندهم شيئًا كبيرًا، وإنما ينتظرون جزاءهم في الآخرة، ولهذا كانت مكافأة عبد الله بن أنيس تلك العصا التي ستكون علامة بينه وبين رسول الله يوم القيامة، وهذا يدل على علو مكانته في الآخرة.
4- بعض الأحكام الفقهية:
تضمن هذا الخبر بعض الأحكام والفوائد منها (صلاة الطالب) قال الخطابي: واختلفوا في صلاة الطالب، فقال عوام أهل العلم: إذا كان مطلوبًا كان له أن يصلي إيماء، وإذا كان طالبًا نزل إن كان راكبًا وصلى بالأرض راكعًا وساجدًا، وكذلك قال ابن المنذر، أما الشافعي فشرط شرطًا لم يشترطه غيره، قال: إذا قل الطالبون عن المطلوبين، وانقطع الطالبون عن أصحابهم فيخافون عودة المطلوبين عليهم فإذا كان هكذا كان لهم أن يصلوا يومئون إيماء.
قال الخطابي: وبعض هذه المعاني موجودة في قصة عبد الله بن أنيس، وقد ذكر بدر العيني في عمدة القاري مذاهب الفقهاء في هذا الباب، فعند أبي حنيفة: إذا كان الرجل مطلوبًا فلا بأس بصلاته سائرًا، وإن كان طالبًا فلا، وقال مالك وجماعة من أصحابه: هما سواء، كل واحد منهما يصلي على دابته.
وقال الأوزاعي والشافعي في آخرين كقول أبي حنيفة، وهو قول عطاء والحسن والثوري وأحمد وأبي ثور وعن الشافعي: إن خاف الطالب فوت المطلوب أومأ وإلا فلا.
5- جواز الاجتهاد في زمن النبي:
يجوز الاجتهاد في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، فعبد الله بن أنيس - رضي الله عنه - أداه اجتهاده أن يصلي هذه الصلاة، ولم ينكر عليه صلى الله عليه وسلم، مما يدل على جواز الصلاة عند شدة الخوف بالإيماءوهذا الاستدلال صحيح لا شك فيه؛ لأن عبد الله بن أنيس فعل ذلك في حياة النبي وذلك زمن الوحي، ومحال أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يطلع عليه.
6- من دلائل النبوة:
فقد وصف صلى الله عليه وسلم خالد بن سفيان الهذلي لعبد الله بن أنيس وصفًا دقيقًا دون أن يراه حتى أن ابن أنيس عندما رد على رسول الله صلى الله عليه وسلم متعجبًا كما وقع في رواية الواقدي: (يا رسول الله ما فرقت من شيء قط، قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بلى آية ما بيني وبينه أن تجد له قشعريرة إذا رأيته» وقد وجد عبد الله بن أنيس خالد الهذلي على الصفة التي ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول عبد الله: فلما رأيته هبته وفرقت منه، فقلت: صدق الله ورسوله) (البيهقي، دلائل النبوة (4/41).
7- ما قاله عبد الله بن أنيس من الشعر في قتله لخالد الهذلي:
نوائح تفري كل جيب مقدد تركت ابن ثور كالحوار وحوله
بأبيض من ماء الحديد المهند تناولته والظعن خلفي وخلفه
أنا ابن أنيس فارسًا غير قعدد أقول له والسيف يعجم رأسه
حنيف على دين النبي محمد وقلت له خذها بضربة ماجد
سبقت إليه باللسان وباليد وكنت إذا هم النبي بكافر
الصفويون الروافض ومكة
وصل ذروة التآمر الشيعي الرافضي على بلاد الحرمين حيث أغلى مقدسات الأمة المسلمة في أوائل القرن العاشر الهجري، وذلك عندما تعاون الصفويون الروافض حكام إيران مع البرتغاليين الصليبيين ضد الدولة العثمانية في جنوب الجزيرة العربية وتحديدًا في بلاد اليمن وعمان، والروافض يعلمون علم اليقين ما كان يخطط له البرتغاليون من احتلال مكة والمدينة ونبش قبر الرسول صلى الله عليه وسلم وسرقة جثمانه الشريف ومساومة المسلمين به على بين المقدس، ولا بأس بذلك عندهم طالما سينبش مع قبر الرسول قبري أبي بكر وعمر شريطة أن يحرق جثتيهما، ولكن الله عز وجل حمى رسوله وعبادة الصالحين من كيد الكافرين وهذا هو نص الرسالة التي أرسل بها "البوكيرك" قائد الجيوش البرتغالية إلى الشاه إسماعيل الصفوي مؤسس الدولة الصفوية الرافضية والتي توضح الهدف المشترك للصليبيين والرافضة .
[إني أقدر لك احترامك للمسيحيين في بلادك، وأعرض عليك الأسطول والجند والأسلحة لاستخدامها ضد قلاع الترك في الهند، وإذا أردت أن تنقض على بلاد العرب أو تهاجم مكة فستجدني بجانبك في البحر الأحمر أمام جدة أو في عدن أو في البحرين أو القطيف أو البصرة وسيجدني الشاه بجانبه على امتداد الساحل الفارسي وسأنفذ له كل ما يريد].
ولقد فشل هذا المخطط بهلاك الطاغية البوكيرك وهزيمة الشاه إسماعيل الصفوي أمام سليم الأول العثماني في معركة جالديران سنة 920 هجرية.
بعد ذلك اهتم العثمانيون بالحرمين وشددوا الحراسة عليها ووضعت الحاميات القوية برًا وبحرًا في جدة والشام والعراق واليمن لغلق كل المسالك لبلد الله الحرام أمام كيد الأعداء من الصليبيين والرافضة.
ولما قامت الدعوة السلفية المباركة على يد الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله وانتشرت في نجد ووسط الجزيرة والحجاز، أولت الدعوة السلفية والدولة السعودية الأولى عناية خاصة بالحرمين، وعملت على تأمين سبيل الحج والقضاء على مظاهر الشرك والخرافة التي ما كان يحج الرافضة إلا من أجلها، ومع اندلاع الحرب العالمية الأولى ثم الثانية وتتابع الأحداث العالمية وتأجج الصراع العربي الإسرائيلي، عاشت بلاد الحرمين ومواسم الحجاج فترة من الهدوء، بل قلت أعداد الحجاج بسبب الكساد العالمي وضعف الاقتصاديات في الدول الإسلامية.
الخوميني والكعبة
مرت فترة طويلة منذ آخر محاولة قام بها الروافض وغيرهم من أجل العدوان على الحجيج حتى قامت الثورة الخومينية في إيران وأسقطت حكم الشاه، وذلك سنة 1979 ميلادية، وأقام الخوميني حكومة جعفرية رافضية على أسس عقائدية بحتة تقوم على إقصاء أهل السنة الذين يمثلون حوالي 35 % من إجمالي السكان، وأخذ الخوميني وشيعته في إنزال شتى العقوبات والجرائم المروعة ضد أهل السنة، من أجل إجبارهم على التشيع، فأبيدت قرى بأكملها، وتعرضت منطقة الأهواز أو الأحواز السنية لحملة شرسة أشد وحشية من الحملات الصليبية والمغولية من أجل تهجير سكانها وإجبارهم على التشيع.
وكان من أهم الأسس التي قامت عليها الثورة الخومينية فكرة تصدير مبادئ الثورة ونقل التشيع لخارج إيران خاصة في دول الخليج وبأخص الخصوص السعودية وذلك من خلال إثارة الأقليات الشيعية في دول الخليج، وإنشاء العديد من المنظمات الشيعية مثل منظمة الدعوة في العراق والكويت، الثورة الإسلامية، جبهة التحرير الإسلامي، حزب الله وحركة أمل في لبنان .
وأدت هذه السياسة لخلق حالة شديدة من التوتر والاضطراب داخل دول الخليج، إذ تحولت الأقليات الشيعية فيها لطابور خامس للثورة الخومينية الرافضية، تثور مرة بعد مرة، وتحدث اضطرابات هنا ومظاهرات هناك بدعوى المطالبة بحقوقهم في ممارسة الشعائر ويقصدون بالقطع الشركيات والضلالات والبدع المغلظة، ليس الصلاة أو الصوم أو الحج إلى آخر شعائر الإسلام .
وكان الروافض ينتهزون مناسبة الحج السنوية لإبراز دعوتهم وثورتهم ومبادئهم في الرفض والتشيع في أعظم اجتماع للمسلمين من شتى أنحاء العالم، وقد ابتدع الخوميني لشيعته ما يسمى بمظاهرة البراءة، حيث يقوم الحجاج الشيعة الروافض بالتظاهر أثناء موسم الحج ضد أمريكا وإسرائيل كنوع من أنواع الدعاية الكاذبة لاستقطاب عامة المسلمين لمذهبهم وعقيدتهم،(( كما يفعل حسن نصر الله حاليا بــ سأقتل اسرائيل ووو)) وكانت السعودية بادئ الأمر تتغاضى عن مثل هذه المظاهرات من باب تأليف النفوس وتحسين العلاقات أملاً في كف الخوميني عن غلوه وطموحاته،
ولكن الطموحات الخومينية بلغت به لئن يستدعي ثوب أبي طاهر القرمطي من ذاكرة التاريخ، وفي موسم الحج سنة 1407 هجرية ـ 1987 ميلادية وفي مظاهرة البراءة المعهودة، حمل الروافض صور الطاغية الخوميني ومجسمًا كبيرًا للمسجد الأقصى كنوع من الخداع للتعمية على الهدف الأصلي،و بدلاً من أن يهتفوا ضد أمريكا وإسرائيل، هتفوا باسم الخوميني ونادوا به زعيمًا للعالم الإسلامي، وكان الروافض قد أخفوا تحت ملابس الإحرام سكاكين وخناجر استعدادًا لاقتحام الحرم، ومبايعة الخوميني في قلب الكعبة زعيمًا لعموم المسلمين، وحدث ما كان يخشى عقباه، ووقع الصدام بين قوات الأمن التي أدركت المخطط وبين الروافض وسالت الدماء مرة أخرى بأرض الله الحرام، وقتل في هذا الصدام المروع 402 حاج، بينهم 275 إيرانيًا و42 غير إيراني و85 سعوديًا، وقد أعلنت إيران على لسان هاشمي رفسنجاني أنها ستحرر الأماكن المقدسة من الوهابيين [وهي التسمية التي يطلقها الروافض على أهل السنة والجماعة والسلف الصالح] الأشرار مما يوضح طبيعة العداوة والبغضاء والكراهية الرافضية.
ولم تتوقف المؤامرات الشيعية عند هذه الكارثة، إذ أصر الخوميني على أن يثأر لنفسه، فقامت مجموعة شيعية جعفرية تنتمي لمنظمة الدعوة الكويتية بتفجير عبوات ناسفة بمكة سنة 1409 هجرية ـ 1989 ميلادية أدت لمقتل بعض الحجاج الباكستانيين، وقد تم القبض على هذه المجموعة وتنفيذ شرع الله عز وجل فيهم.
وبهلاك الخوميني أمنت أستار الكعبة من أن تتخضب بدماء الحجاج الذكية حتى الآن وإن كانت الأطماع الرافضية مازالت قائمة ولم تنقطع، فهم كانوا وما زالوا يطمعون في سرقة الحجر الأسود ونقله إلى الكوفة "النجف" ليوضع في أضرحتهم ومشاهدهم لتكتمل مناسك الحج عندهم، ولكن بكة بلد الله الحرام آمنة مطمئنة تبكي أعناق الظالمين والملحدين وكل ما يريدها بسوء إلى آخر الزمان.
فتحى بكر- عدد المساهمات : 33
تاريخ التسجيل : 11/01/2010
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة أكتوبر 16, 2015 8:45 am من طرف حسين هلال
» همسات تربويه
الجمعة أكتوبر 16, 2015 8:41 am من طرف حسين هلال
» الخجل عند الاطفال
الجمعة أكتوبر 09, 2015 12:23 am من طرف حسين هلال
» ميثاق شرف المعلم
الثلاثاء أكتوبر 06, 2015 4:07 pm من طرف يوسف حسين
» رؤية ورسالة المدرسة الجديدة
الثلاثاء أكتوبر 06, 2015 3:53 pm من طرف يوسف حسين
» الجوده الاعتماد
الثلاثاء أكتوبر 06, 2015 2:05 pm من طرف حسين هلال
» رؤية ورسالة المدرسة الجديدة
الأحد سبتمبر 20, 2015 4:25 pm من طرف يوسف حسين
» عايز تذاكر صح بدون ملل
الأحد سبتمبر 20, 2015 4:17 pm من طرف يوسف حسين
» موضوع عن المواطن الصالح
الأربعاء أكتوبر 10, 2012 9:37 pm من طرف gharib
» القراءة غذاء الروح
السبت ديسمبر 17, 2011 10:04 am من طرف محمد زعرب
» [size=18]أعرفكم بمدينتى السرو بقلم ناجى السنباطى رئيس تحرير مجلة صوت السرو ________________________________________ هي مدينتنا ( السرو )
الإثنين نوفمبر 14, 2011 9:37 pm من طرف راجية العفو
» خرائط المناهج ونواتج التعلم لجميع المواد وكل مراحل التعليم الأساسى و التعليم الثانوى جاهزة للطباعة
الإثنين أكتوبر 17, 2011 8:37 pm من طرف أبوالعلا محمد أحمد
» خطوة رائعة للنجاح
الثلاثاء سبتمبر 06, 2011 1:44 am من طرف mohamed zerroud
» فوائد الاجتماعات
الثلاثاء سبتمبر 06, 2011 1:13 am من طرف mohamed zerroud
» اختبار نهايه العام لغه عربيه جميل شوفه طرف اسلاااام فتحى بكر
السبت مايو 14, 2011 10:31 am من طرف فتحى بكر
» اختبارنهايه العام رياضيات رائع جداااا
السبت مايو 14, 2011 10:23 am من طرف فتحى بكر
» امام الدعاه الشعراوى اسلام فتحى بكر
الأحد أبريل 17, 2011 11:26 pm من طرف فتحى بكر
» التقويم الثانى للتربيه الدينيه اسلام فتحى بكر رائع جداااا
السبت أبريل 16, 2011 4:18 pm من طرف فتحى بكر
» اختبار التقويم الثانى (رياضيات) اسلام فتحى بكر
السبت أبريل 16, 2011 4:14 pm من طرف فتحى بكر
» كلمات ومعانى
السبت أبريل 02, 2011 2:14 am من طرف يوسف حسين
» خديجه بنت خويلد من طرف ام اسلام فتحى
الجمعة أبريل 01, 2011 1:00 am من طرف فتحى بكر
» نصائح مفيده ام اسلام فتحى
الجمعة أبريل 01, 2011 12:43 am من طرف فتحى بكر
» هل تعلم من طرف ام اسلام فتحى
الجمعة أبريل 01, 2011 12:13 am من طرف فتحى بكر
» وباء اسمه الملل
الثلاثاء مارس 29, 2011 11:28 pm من طرف يوسف حسين
» كيف تتخلص من الملل؟
الثلاثاء مارس 29, 2011 11:20 pm من طرف يوسف حسين
» الرضا بالمقسوم قمة السعادة
الثلاثاء مارس 29, 2011 11:10 pm من طرف يوسف حسين
» عناصر النجاح
الثلاثاء مارس 29, 2011 10:50 pm من طرف يوسف حسين
» موضوع عن دور الشباب فى المجتمع
الثلاثاء مارس 29, 2011 3:07 pm من طرف جعبوبة
» ابداع (فاروق جويده) من طرف اسلام فتحى بكر
الأربعاء يناير 12, 2011 9:31 pm من طرف فتحى بكر
» موضوع عن هجرة الرسول مز مكة الى المدينة
السبت ديسمبر 11, 2010 3:46 pm من طرف المنار المنور
» مذكرة دراسات
الأربعاء ديسمبر 01, 2010 11:50 pm من طرف احمد النيناوي
» فضل العشرة من ذى الحجة
السبت نوفمبر 13, 2010 12:41 am من طرف أحمد فاروق
» خطة التحسين
السبت أكتوبر 23, 2010 10:55 am من طرف zien_hesham
» أساليب جمع المعلومات
السبت أكتوبر 23, 2010 10:32 am من طرف zien_hesham
» ابليس سيرحل عن مصر
الأحد أكتوبر 17, 2010 2:38 am من طرف كيميائى / ايهاب النواح
» الرقم الذي حير العلماء إلى يومنا هذا !
الأحد أكتوبر 17, 2010 2:35 am من طرف كيميائى / ايهاب النواح
» تعرف على الجلطه قبل وقوعها بـ 3 ساعات
الأحد أكتوبر 17, 2010 2:33 am من طرف كيميائى / ايهاب النواح
» الحكم على الشيء فرع عن تصوره؟؟؟؟؟
الأحد أكتوبر 17, 2010 2:29 am من طرف كيميائى / ايهاب النواح
» نبذة عن حياة (نجيب محفوظ)
السبت أكتوبر 16, 2010 11:30 am من طرف عبدالرحمن بكر1
» اعترافات الراجل اللي بيفسد علينا رمضان كل سنه !!
الجمعة أكتوبر 15, 2010 7:32 pm من طرف كيميائى / ايهاب النواح
» لماذا تفتح المرأة فمها عند وضع الكحل?
الجمعة أكتوبر 15, 2010 4:20 pm من طرف كيميائى / ايهاب النواح
» موسوعه معلوماتيه 2
الجمعة أكتوبر 15, 2010 2:58 am من طرف كيميائى / ايهاب النواح
» موسوعه معلوماتيه شامله
الجمعة أكتوبر 15, 2010 1:55 am من طرف كيميائى / ايهاب النواح
» نجيب محفوظ
الخميس أكتوبر 14, 2010 7:53 pm من طرف عبدالرحمن بكر1
» عجائب الصور
الإثنين أكتوبر 11, 2010 1:03 pm من طرف مها عطيه
» قسم الاقتصاد المنزلى
الإثنين أكتوبر 11, 2010 12:54 pm من طرف مها عطيه
» عام دراسي جديد وسعيد
الأربعاء أكتوبر 06, 2010 11:46 pm من طرف يوسف حسين
» الاعداد الشقية
الإثنين أكتوبر 04, 2010 2:43 am من طرف أيمن محمد
» درس البيئه للصف السادس
الأحد سبتمبر 26, 2010 12:16 pm من طرف فتحى بكر
» دراسات الصف السادس الوحده الاولى
الأحد سبتمبر 26, 2010 12:14 pm من طرف فتحى بكر