مواضيع مماثلة
أسماء الله الحسني
المواضيع الأخيرة
عدد زوار المنتدي
.: عدد زوار المنتدى :.
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
أحمد فاروق | ||||
admin | ||||
ميرهان ايمن شتا | ||||
حسين عباس | ||||
مها عطيه | ||||
أسامة الشامي | ||||
مصطفى | ||||
مي فاروق | ||||
محمود فراج 6/2 | ||||
فتحى بكر |
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 15 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 15 زائر لا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 294 بتاريخ الأربعاء نوفمبر 13, 2024 8:22 am
دخول
موضوع عن الارهاب
صفحة 1 من اصل 1
موضوع عن الارهاب
مفهوم الإرهاب ومعناه
1 . الإرهاب في اللغة:
تشتق كلمة "إرهاب" من الفعل
المزيد (أرهب) ؛ ويقال أرهب فلانا: أي خوَّفه وفزَّعه ، وهو المعنى نفسه
الذي يدل عليه الفعل المضعف (رَهّبَ) . أما الفعل المجرد من المادة نفسها
وهو (رَهِبَ) ، يَرْهبُ رَهْبَةً ورَهْبًا ورَهَبًا فيعني خاف ، فيقال :
رَهِبَ الشيء رهبا ورهبة أي خافه . والرهبة: الخوف والفزع . أما الفعل
المزيد بالتاء وهو (تَرَهَّبَ) فيعني انقطع للعبادة في صومعته ، ويشتق منه
الراهب والراهبة والرهبنة والرهبانية . . . إلخ ، وكذلك يستعمل الفعل
ترَهَّبَ بمعنى توعد إذا كان متعديا فيقال ترهب فلانا : أي توعده .
وأرهَبَه ورهَّبَه واستَرْهَبَه: أخافَه وفزَّعه . وتَرَهَّب الرجل: إذا
صار راهبًا يخشى الله . والراهب: المُتَعَبِّد في الصومعة .
والإرهابيون في "المعجم الوسيط":
وصف يطلق على الذين يسلكون سبيل العنف والإرهاب لتحقيق أهدافهم السياسية .
والإرهابي في "المنجد": من يلجأ إلى الإرهاب لإقامة سلطته ، والحكم
الإرهابي هو نوع من الحكم يقوم على الإرهاب والعنف تعمد إليه حكومات أو
جماعات ثورية . و"الإرهاب" في الرائد" هو رعب تحدثه أعمال عنف كالقتل
وإلقاء المتفجرات أو التخريب ، و"الإرهابي" هو مَنْ يلجأ إلى الإرهاب
بالقتل أو إلقاء المتفجرات أو التخريب لإقامة سلطة أو تقويض أخرى ، و"الحكم
الإرهابي" هو نوع من الحكم الاستبدادي يقوم على سياسة الشعب بالشدة والعنف
بغية القضاء على النزعات والحركات التحررية والاستقلالية . وتجدر الإشارة
إلى أن المعجمات العربية القديمة قد خلت من كلمتي "الإرهاب و "الإرهابي"
لأنهما من الكلمات حديثة الاستعمال ، ولم تعرفهما الأزمنة القديمة .
وفي القرآن الكريم ، قال
تعالى: وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ
الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ (الأنفال:60) .
قال ابن كثير في التفسير:
قوله تعالى تُرْهِبُونَ أي تخوِّفون بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ أي
من الكافرين . وقال القرطبي: تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ
وَعَدُوَّكُمْ يعني تخيفون به عدو الله وعدوكم من اليهود وقريش وكفار العرب
.
وقال تعالى:
لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللَّهِ (الحشر:13) .
قال ابن كثير في التفسير: أي يخافون منكم أكثر من خوفهم من الله .
ويلحظ أن القرآن الكريم لم
يستعمل مصطلح "الإرهاب" بهذه الصيغة ، وإنما اقتصر على استعمال صيغ مختلفة
الاشتقاق من المادة اللغوية نفسها ، بعضها يدل على الإرهاب والخوف والفزع ،
وبعضها الآخر يدل على الرهبنة والتعبد . ومن الملحوظ أن مشتقات مادة (رهب)
لم ترد كثيرا في الحديث النبوي الشريف ، ولعل أشهر ما ورد هو لفظ (رهبة)
في حديث الدعاء : رغبة ورهبة إليك . نستخلص مما تقدم أن "الإرهاب" يعني
التخويف والإفزاع ، وأن "الإرهابي" هو الذي يُحدث الخوف والفزع عند الآخرين
. ولا يختلف هذا المعنى عما تقرره اللغات الأخرى في هذا الصدد ، فقد ورد
في قاموس "المورد" أن كلمة terror تعني: "رعب ، ذُعر ، هول ، كل ما يوقع
الرعب في النفوس ، إرهاب ، عهد إرهاب" ، والاسم terrorism يعني: "إرهاب ،
ذعر ناشئ عن الإرهاب" ، و terrorist تعني: "الإرهابي" ، والفعل terrorize
يعني: "يُرهب ، يُروِّع ، يُكرهه (على أمرٍ) بالإرهاب" .
وفي قاموس أكسفورد " Oxford
Dictionary ": نجد أن كلمة Terrorist "الإرهابي" هو الشخص الذي يستعمل
العنف المنظم لضمان نهاية سياسية ، والاسم Terrorism بمعنى "الإرهاب" يُقصد
به "استخدام العنف والتخويف أو الإرعاب ، وبخاصة في أغراض سياسية" .
2 . الاختلاف حول مفهوم
"الإرهاب" وتعريفه:
أدى اختلاف الدول في نظرتها إلى الإرهاب من حيث مفهومه ومعناه
، إلى صعوبة اتفاقها على المستوى الدولي بشأن التعاون لمكافحة هذه الظاهرة
. ويمكن تجسيد هذا الاختلاف في العبارة المختصرة التي تقول :"إن الإرهابي
في نظر البعض ، هو محارب من أجل الحرية في نظر الآخرين" . وأدى ذلك إلى فشل
أغلب الجهود الدولية في الوصول إلى تحديد دقيق لحقيقة الإرهاب ، مما حال
دون الاتفاق على درجة من التعاون الدولي لمكافحة الإرهاب ، لدرجة أن
المؤتمر الدولي الذي عقد في عام 1973م لبحث الإرهاب والجريمة السياسية قد
انتهى إلى أن عدم وجود مفهوم واضح للأسباب التي تؤدي إلى ممارسة النشاطات
التي تنشئ حالة الإرهاب هو العقبة التي تحول دون اقتلاع الإرهاب واجتثاث
جذوره .
ويختلف
الوصف الذي يطلقه رجال الإعلام على أعضاء المنظمات الإرهابية باختلاف
الموقف السياسي الذي يتخذونه تجاههم ، ومن ثم استخدمت أوصاف مختلفة عند
الإشارة إليهم ، فهم إما إرهابيون أو مخربون أو عصاة أو منشقون أو مجرمون ،
وإما جنود تحرير أو محاربون من أجل الحرية أو مناضلون أو رجال حركة شعبية
أو ثورية وأحيانًا يوصفون بأنهم خصوم أو معارضون للحكم أو "راديكاليون"
(متطرفون: Radicals ) . وتوصف عملياتهم في نظر بعض الكتاب بأنها عمليات
إرهابية أو أفعال إجرامية دنيئة وغادرة ، وفي نظر بعضهم الآخر تعد عمليات
فدائية أو عمليات مقاومة أو تحرير .
لقد كان الإرهاب ظاهرة متميزة من مظاهر
الاضطراب السياسي في القرون السابقة ، ولم تخل منه أمة من الأمم أو شعب من
الشعوب . ومن المؤسف أن يحاول بعض المغرضين الربط بين الإرهاب وحضارة الأمة
العربية متمثلة في دينها وقوميتها ، أو بين الإرهاب والإسلام ، فإن ظاهرة
الإرهاب لا تقتصر على دين أو على ثقافة أو على هوية معينة ، وإنما هي ظاهرة
شاملة وعامة . وتجدر الإشارة إلى أن تعبير "الإرهاب" هو من ابتداع الثورة
الفرنسية ، ولم يتبلور الإرهاب واقعيًا إلا في عام 1793م ، وكان ذلك عندما
أعلن روبسبير (Robespierre) بداية عهد الإرهاب أو الرهبة "Reign of Terror"
في فرنسا (10 مارس 1793م - 27 يوليو 1794م) . ومن اسم هذا العهد اشتقت
اللغتان الإنجليزية والفرنسية كلمة (Terrorism) بالإنجليزية و (Terrorisme)
بالفرنسية ، بمعنى "الإرهاب" . فخلال الثورة الفرنسية مارس روبسبير ومن
معه من أمثال سان جيست (St . Just) وكوثون (Couthon) العنف السياسي على
أوسع نطاق ، حيث قادوا حملة إعدام رهيبة شملت كل أنحاء فرنسا ، حتى قُدِّر
عدد من أُعْدِموا في الأسابيع الستة الأخيرة من عهد الإرهاب 1366 مواطنًا
فرنسيًا من الجنسين في باريس وحدها . ومن أصل سكان فرنسا ، الذين كان يبلغ
عددهم في ذلك الوقت 27 مليون نسمة ، تمكن هؤلاء القادة من قطع رأس 40 ألفًا
بواسطة المقصلة . كما تمكنوا من اعتقال وسجن 300 ألف آخرين . وكاد
السناتور جوزيف ماكرثي (Joseph McCarthy)أن يصبح روبسبير القرن العشرين
(1950 - 1954م) في الولايات المتحدة الأمريكية ، عندما قاد حملته ضد
العناصر اليسارية الأمريكية آنذاك ، إلا أن اتهاماته بالخيانة للآلاف لم
تصل إلى حدِّ قطع رؤوسهم بالمقصلة أو خنقهم في غرف الغاز المغلقة .
وقد حاولت المنظمات الدولية
كالأمم المتحدة تحديد مفهوم الفعل الإرهابي من منطلق أن "الإرهاب" هو شكل
من أشكال العنف المنظم ، بحيث أصبح هناك اتفاق عالمي على كثير من صور
الأعمال الإرهابية مثل الاغتيال والتعذيب واختطاف الرهائن واحتجازهم وبث
القنابل والعبوات المتفجرة واختطاف وسائل النقل كالسيارات والأتوبيسات
والطائرات أو تفجيرها ، وتلغيم الرسائل وإرسالها إلى الأهداف التي خطط
الإرهابيون للإضرار بها . . . إلخ .
والإرهاب هو أداة أو وسيلة لتحقيق أهداف
سياسية ، سواء كانت المواجهة داخلية ، بين السلطة السياسية وجماعات معارضة
لها ، أو كانت المواجهة خارجية بين الدول . فالإرهاب هو نمط من أنماط
استخدام القوة في الصراع السياسي ، حيث تستهدف العمليات الإرهابية القرار
السياسي ، وذلك بإرغام دولة أو جماعة سياسية على اتخاذ قرار أو تعديله أو
تحريره ، مما يؤثر في حرية القرار السياسي لدى الخصوم . والإرهاب هو
باختصار عبارة عن العمليات المادية أو المعنوية التي تحوي نوعًا من القهر
للآخرين ، بغية تحقيق غاية معينة .
وتقوم الجماعات الإرهابية بارتكاب أعمال عنف ذات طبيعة
إجرامية ، خارجة عن قوانين الدولة وهذا يدفع الحكومة المستهدفة إلى القيام
برد فعل عنيف لقمع هذه الجماعات ، وذلك بتفتيش المنازل مثلًا ، واعتقال
المواطنين وسجنهم بدون محاكمة ، وسنّ قوانين الطوارئ التي تُحدُّ من
الحريات ، وغير ذلك من الوسائل التي لا تؤدي في أغلب الأحوال إلى إنهاء
العنف والإرهاب ، ولا تؤدي إلى القضاء على هذه الجماعات ، بل إن جميع هذه
الأعمال القمعية التي تقوم بها بعض الحكومات قد تؤدي إلى المزيد من الإرهاب
والعنف ، ومن ثم تعيش البلاد في سلسلة لا تنقطع من الإرهاب والإرهاب
المضاد ، بين إرهاب الأفراد والجماعات من ناحية ، وإرهاب الدول والحكومات
من ناحية أخرى . وأثناء محاولة الإرهابيين مقاومة الحكومة بالعنف والإرهاب
تعبيرًا عن استيائهم ورفضهم لها ، فإنهم يجعلون المدنيين أهدافًا مشروعة
لعملياتهم الإرهابية .
والإرهاب وسيلة تلجأ إليها بعض الحركات الثورية ، كما
تستخدمها بعض الحكومات وهيئات المعارضة على حدٍّ سواء . وقد تلجأ بعض
الجماعات والحركات الثورية إلى الإرهاب لفك الحصار الذي تضربه حولها بعض
الحكومات التي تحتكر العنف القانوني .
وكانت وكالة الاستخبارات المركزية
الأمريكية (C . I . A . )قد تبنت في عام 1400ه (1980م) ، تعريفًا ينصُّ على
أن "الإرهاب هو التهديد باستعمال العنف أو استعمال العنف لأغراض سياسية من
قبل أفراد أو جماعات ، سواء تعمل لصالح سلطة حكومية قائمة أو تعمل ضدها ،
وعندما يكون القصد من تلك الأعمال إحداث صدمة ، أو فزع ، أو ذهول ، أو
رُعْب لدى المجموعة المُسْتَهدَفَة والتي تكون عادة أوسع من دائرة الضحايا
المباشرين للعمل الإرهابي . وقد شمل الإرهاب جماعات تسعى إلى قلب أنظمة حكم
محددة ، وتصحيح مظالم محددة ، سواء كانت مظالم قومية أم لجماعات معينة ،
أو بهدف تدمير نظام دولي كغاية مقصودة لذاتها" .
وقد اجتمعت لجنة الخبراء العرب في تونس ،
في الفترة من20 حتى 22 محرم 1410ه (الموافق 22-24 أغسطس سنة 1989م) لوضع
تصور عربي أولي عن مفهوم الإرهاب والإرهاب الدولي والتمييز بينه وبين نضال
الشعوب من أجل التحرر ، ووضعت تعريفًا يعد أكثر الصيغ شمولية ووضوحًا ، حيث
ينص على أن الإرهاب "هو فعل منظم من أفعال العنف أو التهديد به يسبب فزعًا
أو رعبًا من خلال أعمال القتل أو الاغتيال أو حجز الرهائن أو اختطاف
الطائرات أو تفجير المفرقعات وغيرها مما يخلق حالة من الرعب والفوضى
والاضطراب ، والذي يستهدف تحقيق أهداف سياسية سواء قامت به دولة أو مجموعة
من الأفراد ضد دولة أخرى أو مجموعة أخرى من الأفراد ، وذلك في غير حالات
الكفاح المسلح الوطني المشروع من أجل التحرير والوصول إلى حق تقرير المصير
في مواجهة جميع أشكال الهيمنة أو قوات استعمارية أو محتلة أو عنصرية أو
غيرها ، وبصفة خاصة حركات التحرير المعترف بها من الأمم المتحدة ومن
المجتمع الدولي والمنظمات الإقليمية بحيث تنحصر أعمالها في الأهداف
العسكرية أو الاقتصادية للمستعمر أو المحتل أو العدو ، ولا تكون مخالفة
لمبادئ حقوق الإنسان ، وأن يكون نضال الحركات التحررية وفقًا لأغراض ومبادئ
ميثاق الأمم المتحدة وسواه من قرارات أجهزتها ذات الصلة بالموضوع" .
ويؤكد المجمع الفقهي
الإسلامي في اجتماعه الذي عُقِدَ في 26 شوال 1422ه (الموافق 10 يناير
2002م) في رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة في دورته السادسة عشرة أن
التطرف والعنف والإرهاب ليس من الإسلام في شيء ، وأنها أعمال خطيرة لها
آثار فاحشة ، وفيها اعتداء على الإنسان وظلم له ، ومن تأمل مصدري الشريعة
الإسلامية ، كتابَ الله الكريم وسنةَ نبيه صلى الله عليه وسلم ، فلن يجد
فيها شيئا من معاني التطرف والعنف والإرهاب ، الذي يعني الاعتداء على
الآخرين دون وجه حق .
وفي البيان الذي أصدره المجمع في ختام هذه الدورة ، تم تعريف
الإرهاب بأنه "ظاهرة عالمية ، لا ينسب لدين ، ولا يختص بقوم ، وهو ناتج عن
التطرف الذي لا يكاد يخلو منه مجتمع من المجتمعات المعاصرة . . وهو العدوان
الذي يمارسه أفراد أو جماعات أو دول بغيًا على الإنسان (دينه ودمه وعقله
وماله وعرضه) ويشمل صنوف التخويف والأذى والتهديد والقتل بغير حق ، وما
يتصل بصور الحرابة ، وإخافة السبيل ، وقطع الطريق ، وكل فعل من أفعال العنف
أو التهديد ، يقع تنفيذا لمشروع إجرامي فردي أو جماعي ، ويهدف إلى إلقاء
الرعب بين الناس أو ترويعهم بإيذائهم أو تعريض حياتهم أو حريتهم أو أمنهم
أو أحوالهم للخطر ومن صنوفه إلحاق الضرر بالبيئة أو بأحد المرافق والأملاك
العامة أو الخاصة ، أو تعريض أحد الموارد الوطنية أو الطبيعية للخطر . فكل
هذا من صور الفساد في الأرض ، التي نهى الله سبحانه وتعالى المسلمين عنها
في قوله: وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ
الْمُفْسِدِينَ (القصص: 77) . "وقد شرع الله الجزاء الرادع للإرهاب
والعدوان والفساد وعده محاربة لله ورسوله في قوله الكريم إِنَّمَا جَزَاءُ
الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ
فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ
وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ
خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (المائدة:
33) . ولا توجد في أي قانون بشري عقوبة بهذه الشدة نظرًا لخطورة هذا
الاعتداء الذي يعد في الشريعة الإسلامية حربًا ضد حدود الله وضد خلقه .
وأكد المجمع الفقهي الإسلامي
"أن من أصناف الإرهاب إرهاب الدولة ، ومن أوضح صوره وأشدها بشاعة ،
الإرهاب الذي يمارسه اليهود في فلسطين ، وما مارسه الصرب في كل من البوسنة
والهرسك وكوسوفا" ، ورأى المجمع هذا النوع مِن الإرهاب "من أشد أنواعه خطرا
على الأمن والسلام في العالم ، وجعل مواجهته من قبيل الدفاع عن النفس
والجهاد في سبيل الله" .
ومن النقاط المهمة في البيان الإجماع على أن الإرهاب ليس من
الإسلام وأن "الجهاد" ليس إرهابًا ، وتحليل ما المقصود بالجهاد الذي شُرِّع
نُصْرَةً للحق ودفعًا للظلم وإقرارًا للعدل والسلام والأمن . كما أوضح
البيان أن للإسلام آدابًا وأحكامًا واضحة في الجهاد المشروع تحرم قتل غير
المقاتلين ، وتحرم قتل الأبرياء من الشيوخ والنساء والأطفال وتحرم تتبع
الفارين ، أو قتل المستسلمين ، أو إيذاء الأسرى ، أو التمثيل بجثث القتلى
أو تدمير المنشآت والمواقع والمباني التي لا علاقة لها بالقتال .
وأكد البيان أنه لا يمكن
التسوية بين إرهاب الطغاة الذين يغتصبون الأوطان ويهدرون كرامة الإنسان ،
ويدنسون المقدسات وينهبون الثروات وبين ممارسة حق الدفاع المشروع الذي
يجاهد به المستضعفون لاستخلاص حقوقهم المشروعة في تقرير المصير .
1 . الإرهاب في اللغة:
تشتق كلمة "إرهاب" من الفعل
المزيد (أرهب) ؛ ويقال أرهب فلانا: أي خوَّفه وفزَّعه ، وهو المعنى نفسه
الذي يدل عليه الفعل المضعف (رَهّبَ) . أما الفعل المجرد من المادة نفسها
وهو (رَهِبَ) ، يَرْهبُ رَهْبَةً ورَهْبًا ورَهَبًا فيعني خاف ، فيقال :
رَهِبَ الشيء رهبا ورهبة أي خافه . والرهبة: الخوف والفزع . أما الفعل
المزيد بالتاء وهو (تَرَهَّبَ) فيعني انقطع للعبادة في صومعته ، ويشتق منه
الراهب والراهبة والرهبنة والرهبانية . . . إلخ ، وكذلك يستعمل الفعل
ترَهَّبَ بمعنى توعد إذا كان متعديا فيقال ترهب فلانا : أي توعده .
وأرهَبَه ورهَّبَه واستَرْهَبَه: أخافَه وفزَّعه . وتَرَهَّب الرجل: إذا
صار راهبًا يخشى الله . والراهب: المُتَعَبِّد في الصومعة .
والإرهابيون في "المعجم الوسيط":
وصف يطلق على الذين يسلكون سبيل العنف والإرهاب لتحقيق أهدافهم السياسية .
والإرهابي في "المنجد": من يلجأ إلى الإرهاب لإقامة سلطته ، والحكم
الإرهابي هو نوع من الحكم يقوم على الإرهاب والعنف تعمد إليه حكومات أو
جماعات ثورية . و"الإرهاب" في الرائد" هو رعب تحدثه أعمال عنف كالقتل
وإلقاء المتفجرات أو التخريب ، و"الإرهابي" هو مَنْ يلجأ إلى الإرهاب
بالقتل أو إلقاء المتفجرات أو التخريب لإقامة سلطة أو تقويض أخرى ، و"الحكم
الإرهابي" هو نوع من الحكم الاستبدادي يقوم على سياسة الشعب بالشدة والعنف
بغية القضاء على النزعات والحركات التحررية والاستقلالية . وتجدر الإشارة
إلى أن المعجمات العربية القديمة قد خلت من كلمتي "الإرهاب و "الإرهابي"
لأنهما من الكلمات حديثة الاستعمال ، ولم تعرفهما الأزمنة القديمة .
وفي القرآن الكريم ، قال
تعالى: وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ
الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ (الأنفال:60) .
قال ابن كثير في التفسير:
قوله تعالى تُرْهِبُونَ أي تخوِّفون بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ أي
من الكافرين . وقال القرطبي: تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ
وَعَدُوَّكُمْ يعني تخيفون به عدو الله وعدوكم من اليهود وقريش وكفار العرب
.
وقال تعالى:
لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللَّهِ (الحشر:13) .
قال ابن كثير في التفسير: أي يخافون منكم أكثر من خوفهم من الله .
ويلحظ أن القرآن الكريم لم
يستعمل مصطلح "الإرهاب" بهذه الصيغة ، وإنما اقتصر على استعمال صيغ مختلفة
الاشتقاق من المادة اللغوية نفسها ، بعضها يدل على الإرهاب والخوف والفزع ،
وبعضها الآخر يدل على الرهبنة والتعبد . ومن الملحوظ أن مشتقات مادة (رهب)
لم ترد كثيرا في الحديث النبوي الشريف ، ولعل أشهر ما ورد هو لفظ (رهبة)
في حديث الدعاء : رغبة ورهبة إليك . نستخلص مما تقدم أن "الإرهاب" يعني
التخويف والإفزاع ، وأن "الإرهابي" هو الذي يُحدث الخوف والفزع عند الآخرين
. ولا يختلف هذا المعنى عما تقرره اللغات الأخرى في هذا الصدد ، فقد ورد
في قاموس "المورد" أن كلمة terror تعني: "رعب ، ذُعر ، هول ، كل ما يوقع
الرعب في النفوس ، إرهاب ، عهد إرهاب" ، والاسم terrorism يعني: "إرهاب ،
ذعر ناشئ عن الإرهاب" ، و terrorist تعني: "الإرهابي" ، والفعل terrorize
يعني: "يُرهب ، يُروِّع ، يُكرهه (على أمرٍ) بالإرهاب" .
وفي قاموس أكسفورد " Oxford
Dictionary ": نجد أن كلمة Terrorist "الإرهابي" هو الشخص الذي يستعمل
العنف المنظم لضمان نهاية سياسية ، والاسم Terrorism بمعنى "الإرهاب" يُقصد
به "استخدام العنف والتخويف أو الإرعاب ، وبخاصة في أغراض سياسية" .
2 . الاختلاف حول مفهوم
"الإرهاب" وتعريفه:
أدى اختلاف الدول في نظرتها إلى الإرهاب من حيث مفهومه ومعناه
، إلى صعوبة اتفاقها على المستوى الدولي بشأن التعاون لمكافحة هذه الظاهرة
. ويمكن تجسيد هذا الاختلاف في العبارة المختصرة التي تقول :"إن الإرهابي
في نظر البعض ، هو محارب من أجل الحرية في نظر الآخرين" . وأدى ذلك إلى فشل
أغلب الجهود الدولية في الوصول إلى تحديد دقيق لحقيقة الإرهاب ، مما حال
دون الاتفاق على درجة من التعاون الدولي لمكافحة الإرهاب ، لدرجة أن
المؤتمر الدولي الذي عقد في عام 1973م لبحث الإرهاب والجريمة السياسية قد
انتهى إلى أن عدم وجود مفهوم واضح للأسباب التي تؤدي إلى ممارسة النشاطات
التي تنشئ حالة الإرهاب هو العقبة التي تحول دون اقتلاع الإرهاب واجتثاث
جذوره .
ويختلف
الوصف الذي يطلقه رجال الإعلام على أعضاء المنظمات الإرهابية باختلاف
الموقف السياسي الذي يتخذونه تجاههم ، ومن ثم استخدمت أوصاف مختلفة عند
الإشارة إليهم ، فهم إما إرهابيون أو مخربون أو عصاة أو منشقون أو مجرمون ،
وإما جنود تحرير أو محاربون من أجل الحرية أو مناضلون أو رجال حركة شعبية
أو ثورية وأحيانًا يوصفون بأنهم خصوم أو معارضون للحكم أو "راديكاليون"
(متطرفون: Radicals ) . وتوصف عملياتهم في نظر بعض الكتاب بأنها عمليات
إرهابية أو أفعال إجرامية دنيئة وغادرة ، وفي نظر بعضهم الآخر تعد عمليات
فدائية أو عمليات مقاومة أو تحرير .
لقد كان الإرهاب ظاهرة متميزة من مظاهر
الاضطراب السياسي في القرون السابقة ، ولم تخل منه أمة من الأمم أو شعب من
الشعوب . ومن المؤسف أن يحاول بعض المغرضين الربط بين الإرهاب وحضارة الأمة
العربية متمثلة في دينها وقوميتها ، أو بين الإرهاب والإسلام ، فإن ظاهرة
الإرهاب لا تقتصر على دين أو على ثقافة أو على هوية معينة ، وإنما هي ظاهرة
شاملة وعامة . وتجدر الإشارة إلى أن تعبير "الإرهاب" هو من ابتداع الثورة
الفرنسية ، ولم يتبلور الإرهاب واقعيًا إلا في عام 1793م ، وكان ذلك عندما
أعلن روبسبير (Robespierre) بداية عهد الإرهاب أو الرهبة "Reign of Terror"
في فرنسا (10 مارس 1793م - 27 يوليو 1794م) . ومن اسم هذا العهد اشتقت
اللغتان الإنجليزية والفرنسية كلمة (Terrorism) بالإنجليزية و (Terrorisme)
بالفرنسية ، بمعنى "الإرهاب" . فخلال الثورة الفرنسية مارس روبسبير ومن
معه من أمثال سان جيست (St . Just) وكوثون (Couthon) العنف السياسي على
أوسع نطاق ، حيث قادوا حملة إعدام رهيبة شملت كل أنحاء فرنسا ، حتى قُدِّر
عدد من أُعْدِموا في الأسابيع الستة الأخيرة من عهد الإرهاب 1366 مواطنًا
فرنسيًا من الجنسين في باريس وحدها . ومن أصل سكان فرنسا ، الذين كان يبلغ
عددهم في ذلك الوقت 27 مليون نسمة ، تمكن هؤلاء القادة من قطع رأس 40 ألفًا
بواسطة المقصلة . كما تمكنوا من اعتقال وسجن 300 ألف آخرين . وكاد
السناتور جوزيف ماكرثي (Joseph McCarthy)أن يصبح روبسبير القرن العشرين
(1950 - 1954م) في الولايات المتحدة الأمريكية ، عندما قاد حملته ضد
العناصر اليسارية الأمريكية آنذاك ، إلا أن اتهاماته بالخيانة للآلاف لم
تصل إلى حدِّ قطع رؤوسهم بالمقصلة أو خنقهم في غرف الغاز المغلقة .
وقد حاولت المنظمات الدولية
كالأمم المتحدة تحديد مفهوم الفعل الإرهابي من منطلق أن "الإرهاب" هو شكل
من أشكال العنف المنظم ، بحيث أصبح هناك اتفاق عالمي على كثير من صور
الأعمال الإرهابية مثل الاغتيال والتعذيب واختطاف الرهائن واحتجازهم وبث
القنابل والعبوات المتفجرة واختطاف وسائل النقل كالسيارات والأتوبيسات
والطائرات أو تفجيرها ، وتلغيم الرسائل وإرسالها إلى الأهداف التي خطط
الإرهابيون للإضرار بها . . . إلخ .
والإرهاب هو أداة أو وسيلة لتحقيق أهداف
سياسية ، سواء كانت المواجهة داخلية ، بين السلطة السياسية وجماعات معارضة
لها ، أو كانت المواجهة خارجية بين الدول . فالإرهاب هو نمط من أنماط
استخدام القوة في الصراع السياسي ، حيث تستهدف العمليات الإرهابية القرار
السياسي ، وذلك بإرغام دولة أو جماعة سياسية على اتخاذ قرار أو تعديله أو
تحريره ، مما يؤثر في حرية القرار السياسي لدى الخصوم . والإرهاب هو
باختصار عبارة عن العمليات المادية أو المعنوية التي تحوي نوعًا من القهر
للآخرين ، بغية تحقيق غاية معينة .
وتقوم الجماعات الإرهابية بارتكاب أعمال عنف ذات طبيعة
إجرامية ، خارجة عن قوانين الدولة وهذا يدفع الحكومة المستهدفة إلى القيام
برد فعل عنيف لقمع هذه الجماعات ، وذلك بتفتيش المنازل مثلًا ، واعتقال
المواطنين وسجنهم بدون محاكمة ، وسنّ قوانين الطوارئ التي تُحدُّ من
الحريات ، وغير ذلك من الوسائل التي لا تؤدي في أغلب الأحوال إلى إنهاء
العنف والإرهاب ، ولا تؤدي إلى القضاء على هذه الجماعات ، بل إن جميع هذه
الأعمال القمعية التي تقوم بها بعض الحكومات قد تؤدي إلى المزيد من الإرهاب
والعنف ، ومن ثم تعيش البلاد في سلسلة لا تنقطع من الإرهاب والإرهاب
المضاد ، بين إرهاب الأفراد والجماعات من ناحية ، وإرهاب الدول والحكومات
من ناحية أخرى . وأثناء محاولة الإرهابيين مقاومة الحكومة بالعنف والإرهاب
تعبيرًا عن استيائهم ورفضهم لها ، فإنهم يجعلون المدنيين أهدافًا مشروعة
لعملياتهم الإرهابية .
والإرهاب وسيلة تلجأ إليها بعض الحركات الثورية ، كما
تستخدمها بعض الحكومات وهيئات المعارضة على حدٍّ سواء . وقد تلجأ بعض
الجماعات والحركات الثورية إلى الإرهاب لفك الحصار الذي تضربه حولها بعض
الحكومات التي تحتكر العنف القانوني .
وكانت وكالة الاستخبارات المركزية
الأمريكية (C . I . A . )قد تبنت في عام 1400ه (1980م) ، تعريفًا ينصُّ على
أن "الإرهاب هو التهديد باستعمال العنف أو استعمال العنف لأغراض سياسية من
قبل أفراد أو جماعات ، سواء تعمل لصالح سلطة حكومية قائمة أو تعمل ضدها ،
وعندما يكون القصد من تلك الأعمال إحداث صدمة ، أو فزع ، أو ذهول ، أو
رُعْب لدى المجموعة المُسْتَهدَفَة والتي تكون عادة أوسع من دائرة الضحايا
المباشرين للعمل الإرهابي . وقد شمل الإرهاب جماعات تسعى إلى قلب أنظمة حكم
محددة ، وتصحيح مظالم محددة ، سواء كانت مظالم قومية أم لجماعات معينة ،
أو بهدف تدمير نظام دولي كغاية مقصودة لذاتها" .
وقد اجتمعت لجنة الخبراء العرب في تونس ،
في الفترة من20 حتى 22 محرم 1410ه (الموافق 22-24 أغسطس سنة 1989م) لوضع
تصور عربي أولي عن مفهوم الإرهاب والإرهاب الدولي والتمييز بينه وبين نضال
الشعوب من أجل التحرر ، ووضعت تعريفًا يعد أكثر الصيغ شمولية ووضوحًا ، حيث
ينص على أن الإرهاب "هو فعل منظم من أفعال العنف أو التهديد به يسبب فزعًا
أو رعبًا من خلال أعمال القتل أو الاغتيال أو حجز الرهائن أو اختطاف
الطائرات أو تفجير المفرقعات وغيرها مما يخلق حالة من الرعب والفوضى
والاضطراب ، والذي يستهدف تحقيق أهداف سياسية سواء قامت به دولة أو مجموعة
من الأفراد ضد دولة أخرى أو مجموعة أخرى من الأفراد ، وذلك في غير حالات
الكفاح المسلح الوطني المشروع من أجل التحرير والوصول إلى حق تقرير المصير
في مواجهة جميع أشكال الهيمنة أو قوات استعمارية أو محتلة أو عنصرية أو
غيرها ، وبصفة خاصة حركات التحرير المعترف بها من الأمم المتحدة ومن
المجتمع الدولي والمنظمات الإقليمية بحيث تنحصر أعمالها في الأهداف
العسكرية أو الاقتصادية للمستعمر أو المحتل أو العدو ، ولا تكون مخالفة
لمبادئ حقوق الإنسان ، وأن يكون نضال الحركات التحررية وفقًا لأغراض ومبادئ
ميثاق الأمم المتحدة وسواه من قرارات أجهزتها ذات الصلة بالموضوع" .
ويؤكد المجمع الفقهي
الإسلامي في اجتماعه الذي عُقِدَ في 26 شوال 1422ه (الموافق 10 يناير
2002م) في رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة في دورته السادسة عشرة أن
التطرف والعنف والإرهاب ليس من الإسلام في شيء ، وأنها أعمال خطيرة لها
آثار فاحشة ، وفيها اعتداء على الإنسان وظلم له ، ومن تأمل مصدري الشريعة
الإسلامية ، كتابَ الله الكريم وسنةَ نبيه صلى الله عليه وسلم ، فلن يجد
فيها شيئا من معاني التطرف والعنف والإرهاب ، الذي يعني الاعتداء على
الآخرين دون وجه حق .
وفي البيان الذي أصدره المجمع في ختام هذه الدورة ، تم تعريف
الإرهاب بأنه "ظاهرة عالمية ، لا ينسب لدين ، ولا يختص بقوم ، وهو ناتج عن
التطرف الذي لا يكاد يخلو منه مجتمع من المجتمعات المعاصرة . . وهو العدوان
الذي يمارسه أفراد أو جماعات أو دول بغيًا على الإنسان (دينه ودمه وعقله
وماله وعرضه) ويشمل صنوف التخويف والأذى والتهديد والقتل بغير حق ، وما
يتصل بصور الحرابة ، وإخافة السبيل ، وقطع الطريق ، وكل فعل من أفعال العنف
أو التهديد ، يقع تنفيذا لمشروع إجرامي فردي أو جماعي ، ويهدف إلى إلقاء
الرعب بين الناس أو ترويعهم بإيذائهم أو تعريض حياتهم أو حريتهم أو أمنهم
أو أحوالهم للخطر ومن صنوفه إلحاق الضرر بالبيئة أو بأحد المرافق والأملاك
العامة أو الخاصة ، أو تعريض أحد الموارد الوطنية أو الطبيعية للخطر . فكل
هذا من صور الفساد في الأرض ، التي نهى الله سبحانه وتعالى المسلمين عنها
في قوله: وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ
الْمُفْسِدِينَ (القصص: 77) . "وقد شرع الله الجزاء الرادع للإرهاب
والعدوان والفساد وعده محاربة لله ورسوله في قوله الكريم إِنَّمَا جَزَاءُ
الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ
فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ
وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ
خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (المائدة:
33) . ولا توجد في أي قانون بشري عقوبة بهذه الشدة نظرًا لخطورة هذا
الاعتداء الذي يعد في الشريعة الإسلامية حربًا ضد حدود الله وضد خلقه .
وأكد المجمع الفقهي الإسلامي
"أن من أصناف الإرهاب إرهاب الدولة ، ومن أوضح صوره وأشدها بشاعة ،
الإرهاب الذي يمارسه اليهود في فلسطين ، وما مارسه الصرب في كل من البوسنة
والهرسك وكوسوفا" ، ورأى المجمع هذا النوع مِن الإرهاب "من أشد أنواعه خطرا
على الأمن والسلام في العالم ، وجعل مواجهته من قبيل الدفاع عن النفس
والجهاد في سبيل الله" .
ومن النقاط المهمة في البيان الإجماع على أن الإرهاب ليس من
الإسلام وأن "الجهاد" ليس إرهابًا ، وتحليل ما المقصود بالجهاد الذي شُرِّع
نُصْرَةً للحق ودفعًا للظلم وإقرارًا للعدل والسلام والأمن . كما أوضح
البيان أن للإسلام آدابًا وأحكامًا واضحة في الجهاد المشروع تحرم قتل غير
المقاتلين ، وتحرم قتل الأبرياء من الشيوخ والنساء والأطفال وتحرم تتبع
الفارين ، أو قتل المستسلمين ، أو إيذاء الأسرى ، أو التمثيل بجثث القتلى
أو تدمير المنشآت والمواقع والمباني التي لا علاقة لها بالقتال .
وأكد البيان أنه لا يمكن
التسوية بين إرهاب الطغاة الذين يغتصبون الأوطان ويهدرون كرامة الإنسان ،
ويدنسون المقدسات وينهبون الثروات وبين ممارسة حق الدفاع المشروع الذي
يجاهد به المستضعفون لاستخلاص حقوقهم المشروعة في تقرير المصير .
تاريخ الإرهاب
هذا نص الخطاب الذي ألقاه فضيلة الشيخ سلمان بن فهد العودة(المشرف العام
على مؤسسة الإسلام اليوم) في مؤتمر الإسلام والغرب المنعقد بالخرطوم في
الفترة ما بين 19 حتى 21 من شوال من هذا العام 1424ه
ميرهان ايمن شتا- عدد المساهمات : 138
تاريخ التسجيل : 06/04/2010
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة أكتوبر 16, 2015 8:45 am من طرف حسين هلال
» همسات تربويه
الجمعة أكتوبر 16, 2015 8:41 am من طرف حسين هلال
» الخجل عند الاطفال
الجمعة أكتوبر 09, 2015 12:23 am من طرف حسين هلال
» ميثاق شرف المعلم
الثلاثاء أكتوبر 06, 2015 4:07 pm من طرف يوسف حسين
» رؤية ورسالة المدرسة الجديدة
الثلاثاء أكتوبر 06, 2015 3:53 pm من طرف يوسف حسين
» الجوده الاعتماد
الثلاثاء أكتوبر 06, 2015 2:05 pm من طرف حسين هلال
» رؤية ورسالة المدرسة الجديدة
الأحد سبتمبر 20, 2015 4:25 pm من طرف يوسف حسين
» عايز تذاكر صح بدون ملل
الأحد سبتمبر 20, 2015 4:17 pm من طرف يوسف حسين
» موضوع عن المواطن الصالح
الأربعاء أكتوبر 10, 2012 9:37 pm من طرف gharib
» القراءة غذاء الروح
السبت ديسمبر 17, 2011 10:04 am من طرف محمد زعرب
» [size=18]أعرفكم بمدينتى السرو بقلم ناجى السنباطى رئيس تحرير مجلة صوت السرو ________________________________________ هي مدينتنا ( السرو )
الإثنين نوفمبر 14, 2011 9:37 pm من طرف راجية العفو
» خرائط المناهج ونواتج التعلم لجميع المواد وكل مراحل التعليم الأساسى و التعليم الثانوى جاهزة للطباعة
الإثنين أكتوبر 17, 2011 8:37 pm من طرف أبوالعلا محمد أحمد
» خطوة رائعة للنجاح
الثلاثاء سبتمبر 06, 2011 1:44 am من طرف mohamed zerroud
» فوائد الاجتماعات
الثلاثاء سبتمبر 06, 2011 1:13 am من طرف mohamed zerroud
» اختبار نهايه العام لغه عربيه جميل شوفه طرف اسلاااام فتحى بكر
السبت مايو 14, 2011 10:31 am من طرف فتحى بكر
» اختبارنهايه العام رياضيات رائع جداااا
السبت مايو 14, 2011 10:23 am من طرف فتحى بكر
» امام الدعاه الشعراوى اسلام فتحى بكر
الأحد أبريل 17, 2011 11:26 pm من طرف فتحى بكر
» التقويم الثانى للتربيه الدينيه اسلام فتحى بكر رائع جداااا
السبت أبريل 16, 2011 4:18 pm من طرف فتحى بكر
» اختبار التقويم الثانى (رياضيات) اسلام فتحى بكر
السبت أبريل 16, 2011 4:14 pm من طرف فتحى بكر
» كلمات ومعانى
السبت أبريل 02, 2011 2:14 am من طرف يوسف حسين
» خديجه بنت خويلد من طرف ام اسلام فتحى
الجمعة أبريل 01, 2011 1:00 am من طرف فتحى بكر
» نصائح مفيده ام اسلام فتحى
الجمعة أبريل 01, 2011 12:43 am من طرف فتحى بكر
» هل تعلم من طرف ام اسلام فتحى
الجمعة أبريل 01, 2011 12:13 am من طرف فتحى بكر
» وباء اسمه الملل
الثلاثاء مارس 29, 2011 11:28 pm من طرف يوسف حسين
» كيف تتخلص من الملل؟
الثلاثاء مارس 29, 2011 11:20 pm من طرف يوسف حسين
» الرضا بالمقسوم قمة السعادة
الثلاثاء مارس 29, 2011 11:10 pm من طرف يوسف حسين
» عناصر النجاح
الثلاثاء مارس 29, 2011 10:50 pm من طرف يوسف حسين
» موضوع عن دور الشباب فى المجتمع
الثلاثاء مارس 29, 2011 3:07 pm من طرف جعبوبة
» ابداع (فاروق جويده) من طرف اسلام فتحى بكر
الأربعاء يناير 12, 2011 9:31 pm من طرف فتحى بكر
» موضوع عن هجرة الرسول مز مكة الى المدينة
السبت ديسمبر 11, 2010 3:46 pm من طرف المنار المنور
» مذكرة دراسات
الأربعاء ديسمبر 01, 2010 11:50 pm من طرف احمد النيناوي
» فضل العشرة من ذى الحجة
السبت نوفمبر 13, 2010 12:41 am من طرف أحمد فاروق
» خطة التحسين
السبت أكتوبر 23, 2010 10:55 am من طرف zien_hesham
» أساليب جمع المعلومات
السبت أكتوبر 23, 2010 10:32 am من طرف zien_hesham
» ابليس سيرحل عن مصر
الأحد أكتوبر 17, 2010 2:38 am من طرف كيميائى / ايهاب النواح
» الرقم الذي حير العلماء إلى يومنا هذا !
الأحد أكتوبر 17, 2010 2:35 am من طرف كيميائى / ايهاب النواح
» تعرف على الجلطه قبل وقوعها بـ 3 ساعات
الأحد أكتوبر 17, 2010 2:33 am من طرف كيميائى / ايهاب النواح
» الحكم على الشيء فرع عن تصوره؟؟؟؟؟
الأحد أكتوبر 17, 2010 2:29 am من طرف كيميائى / ايهاب النواح
» نبذة عن حياة (نجيب محفوظ)
السبت أكتوبر 16, 2010 11:30 am من طرف عبدالرحمن بكر1
» اعترافات الراجل اللي بيفسد علينا رمضان كل سنه !!
الجمعة أكتوبر 15, 2010 7:32 pm من طرف كيميائى / ايهاب النواح
» لماذا تفتح المرأة فمها عند وضع الكحل?
الجمعة أكتوبر 15, 2010 4:20 pm من طرف كيميائى / ايهاب النواح
» موسوعه معلوماتيه 2
الجمعة أكتوبر 15, 2010 2:58 am من طرف كيميائى / ايهاب النواح
» موسوعه معلوماتيه شامله
الجمعة أكتوبر 15, 2010 1:55 am من طرف كيميائى / ايهاب النواح
» نجيب محفوظ
الخميس أكتوبر 14, 2010 7:53 pm من طرف عبدالرحمن بكر1
» عجائب الصور
الإثنين أكتوبر 11, 2010 1:03 pm من طرف مها عطيه
» قسم الاقتصاد المنزلى
الإثنين أكتوبر 11, 2010 12:54 pm من طرف مها عطيه
» عام دراسي جديد وسعيد
الأربعاء أكتوبر 06, 2010 11:46 pm من طرف يوسف حسين
» الاعداد الشقية
الإثنين أكتوبر 04, 2010 2:43 am من طرف أيمن محمد
» درس البيئه للصف السادس
الأحد سبتمبر 26, 2010 12:16 pm من طرف فتحى بكر
» دراسات الصف السادس الوحده الاولى
الأحد سبتمبر 26, 2010 12:14 pm من طرف فتحى بكر