وداى الحيتان ***اول محمية عالمية

وادي الحيتان أول محمية عالمية في مصر


تقف محمية وادي الحيتان التابعة لمحافظة الفيوم، على بعد 100 كيلومتر غرب القاهرة، مثل متحف مفتوح للزائرين، بعد اختيارها كأول موقع بيئي مصري ينضم إلى قائمة التراث الطبيعي العالمي، وهي القائمة التي تحوي أكثر من 130 موقعا من مختلف دول العالم، وترعاها منظمة “اليونسكو”.



ويطلق العوام من سكان الفيوم على تلك المنطقة “وادي المساخيط”، اعتقادا منهم أن سكان تلك المنطقة تعرضوا قبل آلاف السنين لغضبة سماوية انتهت إلى نزول العقاب عليهم وتحويلهم إلى “مساخيط” وهي الصفة الشعبية للمومياء في مصر.
يقول مسؤولون في محافظة الفيوم إن انضمام وادي الحيتان إلى قائمة التراث الطبيعي العالمية، سيكون بداية لإدراج الموقع على الخريطة السياحية العالمية، من ناحية، ومن جهة أخرى، سيفيد الباحثين والعلميين بالتطور التاريخي عموما، وليس في الفيوم وحدها.



ومؤخرا، وفي احتفالية ثقافية، دشن مسؤولون مصريون محمية وادي الحيتان بالفيوم، لتكون أول محمية تراث طبيعي عالمي في مصر، بمناسبة اختيار منظمة اليونسكو للمنطقة لتنضم إلى قائمة التراث الطبيعي العالمي التي تضم 259 موقعا على مستوى العالم.



وجاء تسجيل منظمة الأمم المتحدة للثقافة والعلوم “اليونسكو” لمنطقة وادي الحيتان ضمن التراث الطبيعي العالمي، خلال اجتماع لجنة التراث العالمي الذي استضافته مدينة ديربان بجنوب إفريقيا، لتصبح سادس موقع عربي يتم تسجيله في قائمة اليونسكو كتراث طبيعي عالمي باعتبار المنطقة تضم حفريات لنوع منقرض من الحيتان في الصحراء الغربية بمصر، الأمر الذي ساعد العلماء على معرفة مراحل تطور حياة هذا الكائن الثديي الذي تحول على مر السنين من كائن بري إلى بحري.



الفائدة التي ستعود إلى مصر بعد الإعلان عن اختيار محمية وادي الحيتان لتكون تراثا بيئيا عالميا، هو تنشيط السياحة التي سوف تدخل منعطفا جديدا، خاصة أن أهمية وادي الحيتان ترجع إلى أنها بيئة طبيعية للحيوانات المهددة بالانقراض.



وفي هذا السياق، فإن هناك جهودا رسمية تبذل لتنمية وتطوير المنطقة، لتصبح متحفا مفتوحا فريدا من نوعه في قلب الصحراء يضم أكثر من 400 هيكل عظمي لحيتان، بالإضافة إلى اتخاذ التدابير اللازمة للحفاظ على ما تضمه المنطقة من حفريات وأحياء بحرية وثروات طبيعية وتكوينات فريدة ونادرة وتحويلها إلى مزار للسياحة البيئية العالمية.



وتشمل أعمال التطوير والحماية إنشاء مركز للزوار وإقامة مدقات بطول 45 كيلومترا للدخول للمحمية، بالإضافة إلى مدقات أخرى بطول 7 كيلومترات للوصول إلى موقع الهياكل العظمية، وإعداد كردونات حول الهياكل العظمية للحيلولة دون وصول الأيدي إليها، وكذلك تثبيت لوحات إرشادية على طول الطريق من مدينة السادس من أكتوبر، وحتى مدخل وادي الحيتان.



ويقع وادي الحيتان في الشمال الغربي من واد آخر، هو وادي الريان بمنطقة صحراوية نائية بمحافظة الفيوم، وكان وادي الريان قبل 40 مليون سنة يقع تحت محيط ضخم للغاية، إلا أنه وبسبب التغيرات الجيولوجية انحسر هذا المحيط للخلف وترك وراءه عددا كبيرا من الحيوانات البحرية، ومن بينها الحيتان التي لوحظت بدرجات كبيرة، حيث اكتشف مئات من الهياكل العظمية المتحجرة لبعض أنواع الحيتان الأولية وكذلك الكثير من الأصداف وأسماك القرش وغيرها من الحيوانات البحرية.



وبداخل محمية وادي الحيتان، منطقة تعرف، باسم جبل المدورة، وهي عبارة عن هضبة عالية على شكل دائرة يقابلها بالطرف الآخر ثلاث هضاب قريبة الشبه بالأهرام، وينساب الماء بينها على شكل لسان من البحيرة، ويوجد أسفل الجبل شاطئ بطول حوالي 500 متر، ويمتاز بأنه مظلل بظل الجبل. وبالمحمية منطقة عيون الريان، والتي تقع في جنوب البحيرة السفلى، وتبلغ مساحتها 150 كيلومترا، وتوصف بأنها منطقة ذات بيئة صحراوية متكاملة، وأطلق عليها عيون، لوجود بعض العيون الطبيعية بها، وتتكون من كثبان رملية طويلة، وكثيفة ومتحركة.



تتميز منطقة وادي الحيتان بنظام بيئي فريد من حيث وجود الأراضي الرطبة والتراكيب الجيولوجية والعيون المائية والحفريات النادرة، كما تتواجد مجموعة كبيرة من الحيتان يصل عددها إلى 406 هياكل، ترجع إلى نحو 40 مليون سنة، بالإضافة إلى مجموعة من الدرافيل والسلاحف البحرية وعروس البحر، وتعطي صورة كاملة لأول مرة لشكل الحيتان التي كانت تعيش خلال هذه الحقبة.
كما يمثل الوادي متحفا جيولوجيا مفتوحا فريدا من نوعه، وهو ما يجعل المنطقة من أجمل بقاع العالم لوجود التلال الرملية الصغيرة والنتوءات الصخرية من الحجر الرملي ذات الأشكال المتنوعة.



كما تعد أشكال الحياة الحيوانية والبحرية من أهم ثروات الوادي، ومن بينها حيوانات ثديية مثل الغزال المصري، الغزال الأبيض، الثعلب الأحمر، ثعلب الفنك، الذئب المصري، النمس، القط الجبلي.



إلى جانب ذلك، فهناك 16 نوعا من الزواحف، بالإضافة إلى الكثير من الطيور التي يمكن رصدها بالوادي. وأهم ما يجذب الزائر للمحمية أيضا عدد من الأسماك في بحيرات وادي الريان مثل “البلطي، قشر البياض، الوقار، الدنيس”، وغيرها من أنواع الأسماك، التي اعتادت العيش في الأودية.



وأصل وجود هذه الحيوانات التي تنتمي إلى فصيلة الحيتان، يعود إلى حيوانات أصغر حجما من ذوات الأربع كانت تتغذى على اللحوم وكانت تعيش منذ حوالي 50 مليون سنة، وتكيفت في معيشتها مع البيئة البحرية.



وترجع أول الاكتشافات بالمنطقة، إلى العام ،1901 حيث تم العثور على حفريات في الشمال الغربي لمحمية وادي الريان يرجع عمرها إلى حوالي 40 مليون عام، وهذه الحفريات لهياكل متحجرة لحيتان بدائية وأسنان سمك القرش وأصداف وغيرها من الحيوانات البحرية التي تعتبر متحفا مفتوحا.



وعلى مدى سنوات عديدة، أثبتت الدراسات أن الحيتان كانت في المرحلة الأخيرة من التطور، أي قبل أن تتبدل أطرافها لتتمكن من العيش في المحيطات، وهو ما جعل منظمة اليونسكو تؤكد أن المنطقة تحتوي على أعداد كبيرة من حفريات الحيتان، كما أنها فريدة في درجة جودتها بصورة نادرة.

بيزات .... موقع مفيد انصح بزيارته